إعداد مبارك أجروض
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع عند قاعدة مقدمة العنق، وهي تلعب دورًا مهمًا في صحة الجهاز التناسلي وطريقة أداء مهامه، فهي تؤثر بشكل مباشر على المبيضين وتتفاعل بشكل غير مباشر مع الجلوبيولين الرابط بين الجنس والهرمون.
تؤثر هرمونات الغدة الدرقية في الدورة الشهرية نتيجة تأثيرها المباشر في المبيض، وفي مستوى بروتين الغلوبولين الرابط للهرمون الجنسي بشكل غير مباشر، لذلك تؤدي الإصابة بمشاكل صحية في الغدة الدرقية إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، وينبغي التنويه إلى زيادة حدة هذه الاضطرابات بزيادة شدة المرض، ومن الجدير بالذكر أنَّ النساء يُعانين من مشاكل في الغدة الدرقية أكثر من الرجال.
* مشاكل الحيض المتعلقة بقصور الدرقية
قصور الغدة الدرقية، أو الغدة الدرقية غير النشطة، هو اضطراب في إنتاج هرمون الغدة الدرقية بصورة غير كافية. وعدم انتظام الحيض في هذه الحالة يتراوح بين نزيف الحيض الكثيف والمتكرر إلى دورات الحيض القليلة أو حتى الغائبة.
ـ الحيض الغزير
وفقا للكلية الأميركية لأمراض النساء والتوليد، يتم تعريف غزارة الحيض بواسطة واحدة أو أكثر من الميزات التالية:
ـ النزيف الذي يدوم أكثر من سبعة أيام.
ـ النزيف الذي يستلزم تبديل الفوطة أو السدادة كل ساعة تقريبا.
ـ الحاجة إلى ارتداء أكثر من وسادة واحدة في وقت واحد للسيطرة على تدفق الحيض.
ـ الحاجة إلى تغيير الفوط أثناء الليل.
ـ تدفق الدورة الشهرية مع جلطات الدم التي تكون كبيرة.
من الضروري وضع في الاعتبار، في حين أن قصور الغدة الدرقية هو أحد الأسباب المحتملة لغزارة الحيض، فهناك العديد من الأسباب المحتملة الأخرى، بما في ذلك الأورام الليفية ومتلازمة المبيض المتعدد التكيسات (PCOS) والآثار الجانبية للأدوية وسرطان الرحم والعدوى وغيرها. وهنا يجب زيارة طبيب أمراض النساء، والذي سيقوم باختبارات محددة تنفي الأسباب الأخرى لغزارة الطمث، مثل فحص الحوض والموجات فوق الصوتية عبر المهبل.
ـ غياب أو ندرة الحيض
غياب الحيض أو قلته مع قصور الدرقية هما حالتان أقل حدوثا، ويحدثان من الزيادة في الهرمون الذي يحفز الغدة الدرقية والذي تفرزه الغدة تحت المهاد، ويفرز لتحفيز الدرقية الخاملة لإنتاج هرموناتها، والمستويات العالية من هذا الهرمون تؤدي إلى إطلاق البرولاكتين بواسطة الغدة النخامية.
ويتداخل البرولاكتين مع إنتاج هرمون الاستروجين من المبيضين، مسببا قلة الحيض أو غيابه، بالإضافة إلى أعراض محتملة أخرى، مثل العقم، إفرازات حليبية غير طبيعية من الثدي، وأعراض انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل.
ـ ضعف الخصوبة
نقص هرمون الغدة الدرقية يمكن أن يثبط الإباضة، وهو ما يجعل الحمل صعبا، وعلاوة على ذلك، فإن النساء اللواتي يعانين من قصور الغدة الدرقية ويحملن يتعرضن لخطر متزايد للإجهاض خلال المرحلة الأولى من الحمل.
لذا، فإن علاج قصور الغدة الدرقية مع دواء استبدال الهرمون الدرقي قد يصحح العقم ويقلل من خطر فقدان الحمل. ومع ذلك، فإن بعض النساء اللواتي يعانين من قصور الغدة الدرقية يعانين من الدورة الشهرية غير الطبيعية، على الرغم من تناول الدواء.
* مشاكل الحيض المرتبطة بفرط نشاط الغدة الدرقية
تعد حالات غياب الحيض أو الحيض المتكرر هي أكثر المشاكل شيوعًا مع فرط نشاط الغدة الدرقية الحاد. ويرجع ذلك إلى أن زيادة هرمون الغدة الدرقية يؤدي بشكل غير مباشر إلى زيادة الجلوبيولين الجنسي المرتبط بالهرمونات (SHBG)، والذي يمكن أن يمنع الإباضة.
وكما هو الحال مع قصور الغدة الدرقية، تؤدي الغدة الدرقية مفرطة النشاط والتي تؤدي إلى فترات حيض قليلة أو مفقودة إلى انخفاض الخصوبة. بالإضافة إلى ذلك، يزيد إفراز هرمون الغدة الدرقية أثناء الحمل من خطر الإجهاض.
ويمكن أن يساعد العلاج بعقار مضاد للغدة الدرقية (مثل ميثيمازول أو بروبيلثوراسيل) في منع ذلك. وخيار آخر هو العلاج باليود المشع، الذي ينقص هرمون الغدة الدرقية، لكن هذا العلاج غير آمن أثناء الحمل، ويمكن استخدامه فقط قبل ذلك أو بعده.
وأخيرا..
في حين أن التغيير في فترات الحيض قد يكون أول دليل على اضطراب الغدة الدرقية، لكن تأكدي أن هناك الكثير من الأسباب التي قد تكون لها التأثيرات نفسها على فترات الحيض، لذا، عليك التوجه لزيارة مختص الأمراض النسائية، لإجراء عملية بحث شاملة يستبعد من خلالها الأسباب الأخرى.
وضعي في اعتبارك أنه كلما كان مرض الغدة الدرقية أكثر شدة، كلما زادت احتمالية تعرضك لاضطرابات في الحيض. أي إن وجود دورات عادية لا يستبعد بالتأكيد وجود مشكلة في الغدة الدرقية والعكس صحيح، فالحيض غير الطبيعي هو دليل محتمل على حالة الغدة الدرقية الأساسية، ولكنه ليس مؤشرا محددا لمشكلة ما.
التعليقات مغلقة.