أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مشاهد مأساوية لطفلتين صغيرتان قصفهما الاحتلال مصيرهما معلق وهما تائهتين وسط الجثث أين الضمير العالمي؟ + فيديو

محمد حميمداني

اليوم ماذا سيقول العالم المعاصر حد السفالة والذي فقد كل قيم وجوده وكل عناوين إنسانيته، من خلال مباركة الإجرام الصهيوني والتستر بل دعم كل هاته الجرائم أمام هول المآسي التي تشهدها غزة وفلسطين، الطفلة هند رجب تتوقف توسلاتها أمام صوت القصف، هل اشتهدت أم نامت لا أحد يعلم، والطفلة ليان قطع اتصالها بالاسعاف على صوت القصف، وصراخ براءتها “بيطخو علينا”.

 

 

 

مشاهد ألم وجراح تستهدف كل شيء والبراءة ديدنه الأول أولا وقبل كل شيء والصمت يلف العالم في موقف لم يسبق أن شهدته البشرية طيلة تاريخها.

 

 

 

كيف قضت هند ليلتها وسط الجثث وهي التي اغتصبت طفولتها بالدم والرصاص والقصف من الأرض والجو والبحر، مشاهد ربما العالم الاصم لن يسمعها لأنه إعلام أعمى لا يروج إلا للمختطفين يبكي عليهم ويغض الطرف عن قصص هند وليان.

 

 

وسط الجثت المنتشرة في كل مكان تقف الطفلة هند ترجو أن يتم أخذها، فيما الطفلة ريان تتصل بالهلال الفلسطيني طالبة المساعدة.

 

 

تنقطع الصورة والاتصال وآخر كلمات “ليان” بيطخو علينا، في إشارة لاستهداف السيارة التي كانتا بداخلها، لينقطع الاتصال وبعدها بأطقم الهلال الأحمر الفلسطيني الذين كانوا متوجهين لنجدتهما.

 

 

ماذا أصاب العالم الذي ادعى الحرية والإنسانية، أين اختفت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات الطفولة وكافة المنظمات الإنسانية أمام ما يقع، من أخرس فمها عن صدع الحقيقة ومجابهة هذا الظلم تحقيقا للعدل والعدالة التي طالما تغنت بها.

 

 

 

 

هل من الممكن أن نتصور حجم الرعب الذي كانت عليه هند ذات الستة أعوام، والتي بقيت وحيدة على قيد الحياة بعد استهداف سيارة خالها بشار حمادة واستشهاده وزوجته وأطفاله الثلاثة.

 

 

مصير هند حمادة مجهول، هل نامت تلك البراءة أم استشهدت؟، لأن الاتصال انقطع بها عند الساعة الخامسة من مساء الاثنين، وكانت آخر كلماتها، وقد أنهكتها الجروح ومشاهد الرعب من حولها “أنا تعبانة بدي أنام”.

 

 

المأساة ابتدأت بعدما استهدفت دبابات الاحتلال المتوغلة في محيط “دوار المالية” بحي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، سيارة مدنية تعود لبشار حمادة وبرفقته زوجته وأطفاله محمد (11 عاما) وليان (14 سنة) ورغد (13 عاما)، وابنة شقيقته الطفلة هند.

 

 

في حدود الساعة الواحدة من بعد ظهر الاثنين استقبل عمر اتصالا من “ليان” يحمل مشاهد إجرام متحرك مغتصب لكل شيء وعالم مجرم نازي بالمشاركة أو الصمت، ما ذنب هند؟، ما دنب “ليان” التي قالت وسط الجثت والذمار والقصف “عمو أنا مصابة وهند كمان، وأبي وأمي وإخوتي استشهدوا، بدنا إسعاف”.

 

 

 

يقول عمر “حاولتُ تهدئتها، وطلبت منها أن تحاول مساعدة أي أحد بجوارها لوقف النزيف وشجعتها ” أنت كبيرة وقوية، لكن المأساة هي أكبر من ضمادات الأمل التي حاول إيصالها للطفلتين، حيث أجابته “ليان”، مش قادرة يا عمو أطلع عليهم (أنظر نحوهم)”.

 

هل نامت “هند”؟ هل نامت “لينا”؟ أم استشهدتا معا أم إحداهما؟، الناطق باسم الهلال الأحمر، رائد النمس، قال “قُطع الاتصال تماما مع سيارة الإسعاف التي تُقل مسعفين اثنين، ولا نعلم أي شيء عن مصيرهما أو عن مصير ليان وهند، ولم يعد هناك أي تواصل منذ الساعة السادسة من مساء الاثنين”.

 

 

 

 

عمر يقول ربما تكون ليان استشهدت بناء على آخر معطيات لها، “بعد ذلك تواصلت أنا والهلال الأحمر مع هند، وأخبرتني أن الدماء تغطي وجه ليان”.

 

 

 

 

كان صوت هند يرسم مشاهد الرعب من حولها، وظلت على تواصل مع خالها عمر وطواقم الهلال الأحمر حتى الساعة الخامسة من مساء الاثنين قبل أن تستسلم “أنا تعبانة، بدي أنام”، فهل نامت أم فاضت روحها إلى بارئها؟ يتساءل عمر والألم يعتصر قلبه.

 

 

 

 

مشاهد تعري وساخة الضمير العالمي الذي يركع للجرائم الصهيونية ويصفق لها في جريمة ضد الإنسانية، هو نفسه شريك فيها، قاتل للحياة وللبراءة مع سبق الإصرار والتآمر.

 

 

 

 

ألم يشبع الصهاينة مصاصي الدماء من الدماء التي أسالوها في عزة والضفة؟ ألم يحن الوقت ليتحرك الضمير الكوني؟ ومتى سيحين الوقت؟

 

 

 

التعليقات مغلقة.