أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مشروع تهيئة مدينة الرباط: توسعة البنية التحتية والقلق من تأثيرات على التراث العمراني

أصوات

انطلقت مناقشات مكثفة حول مشروع تصميم تهيئة مدينة الرباط في إطار الاجتماعات الاستثنائية لمقاطعتي حسان ويعقوب المنصور، والتي تمعقت خلال اليومين الماضيين.

 

يأتي هذا المشروع قبيل خمس سنوات من تنظيم كأس العالم 2030 في المملكة، ليطرح مجموعة من التحولات الكبرى في البنية التحتية للمدينة وسط مخاوف من الآثار السلبية المحتملة على الموروث التاريخي والثقافي.

 

الكورنيش الشمالي وتوسعة الشوارع:

 

تشير المذكرات التقديمية إلى أن مشروع حسان يهدف إلى خلق فضاء سياحي وترفيهي يُعرف باسم “كورنيش الرباط الشمالي”، والذي يتضمن توسيع العديد من الشوارع والأزقة، مثل شارع سيدي محمد بن عبد الله وشارع مصطفى السايح. وهذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الحالة العامة للمدينة من حيث المظهر الجمالي والخدمات.

 

كذلك، يشمل المشروع بناء قطع عمرانية جديدة ضمن منطقة التجديد الحضري الواقعة على الطريق الساحلي، حيث ستكون هذه القطع مخصصة للأغراض السكنية والتجارية.

 

كما تم التأكيد على أهمية تخصيص الطوابق الأرضية للأنشطة التجارية بشكل حصري، مما يعكس النية في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز النشاط التجاري.

 

التحديات في يعقوب المنصور:

 

في مقاطعة يعقوب المنصور، تصاعدت المخاوف حول الهدم والترحيل الذي قد يطال السكان في بعض الأحياء.

يهدف مشروع التصميم إلى تمديد خط الترامواي وتعزيز البنية التحتية من خلال إحداث مواقف جديدة للسيارات وبناء عمارات تضم ستة طوابق وسط مساحات خضراء وأزقة واسعة.

 

ووسط هذه التحركات، أكد رئيس المقاطعة عبد الفتاح العوني عدم وجود أي عمليات هدم أو ترحيل بحق السكان، مشدداً على أن المشروع سيتضمن فقط التعديلات اللازمة على المناطق العامة التي تم نزع ملكيتها.

 

لكن النقاشات لم تخلُ من الانتقادات، حيث تساءل بعض المستشارين عن مدى مراعاة المشروع للخصائص الثقافية والمعمارية للمنطقة.

فاروق المهداوي، المستشار الجماعي عن فريق فيدرالية اليسار الديمقراطي، أعرب عن قلقه من أن المشروع قد يهدد الموروث التاريخي لحي يعقوب المنصور، ودعا إلى ضرورة وضع استراتيجية تحافظ على الخصائص الثقافية للأحياء العريقة.

تطلع إلى المستقبل

مع اقتراب موعد كأس العالم، تبدو مدينة الرباط في حالة تحول، ولكن يبقى السؤال المطروح عن كيفية تحقيق التوازن بين التطوير الحضري والحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للمدينة.

 

إن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسارات المشروع وكيفية استجابة المجتمع المدني للمخاوف المطروحة.

 

في النهاية، يراهن سكان الرباط على أن تكون هذه التغييرات إيجابية وشاملة، مع ضرورة الاستماع إلى الأصوات المحلية وتضمينها في مرحلة التخطيط والتنفيذ لضمان عدم تأثير التطورات السلبية على ملامح المدينة الثقافية والتاريخية.

 

التعليقات مغلقة.