أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مليلية المحتلة: قمع عسكر الجزائر الاقتصادي والسياسي ينهي حياة شابين رياضيين

محمد حميمداني:

محمد حميمداني:

 

قالت صحيفة “الفارو دي سوتا” الإسبانية: إن شابين جزائريين، لقيا مصرعهما غرقًا خلال محاولتهما الوصول سباحة من مدينة “الفنيدق” المغربية إلى مدينة “سبتة” المحتلة. واقعة ترفع للواجهة معاناة الشعب الجزائري في بلد يتوفر على احتياطات طبيعية ضخمة تسخر ضدا على إرادة البناء وضمان الرفاه. وذلك لفائدة زرع الفتن ودعم الانفصال والإرهاب وتفشي الفساد في مختلف دواليب الحكم.

مصرع شابين أثناء رحلة الهروب من واقع المعاناة في الجزائر

أوضحت الصحيفة الإسبانية. أن الأمر يتعلق بشابين توأمين رياضيين اثنين، وهما كل من “أيوب صحراوي” و”شعيب صحراوي”.

وقالت الصحيفة: إنه قد تم العثور على جثتي الشابين على أحد الشواطئ المغربية.

معاناة الشباب الجزائري في ظل حكم العسكر

تنقل واقعة مصرع الشابين إلى الواجهة معاناة الشباب الجزائري في ظل حكم العسكر. ومعاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها في بلد منتج للغاز.

شباب رمت بهم الظروف الصعبة التي يعيشونها في وطنهم لركوب المخاطر. وذلك بغاية الهروب من هذا الواقع المزري المفروض عليهم.

واقعة تعكس فشل العسكر في الجزائر في الاستجابة للحد البسيط من المطالب الاجتماعية. وتعكس الواقع المرير الذي يعيشه هؤلاء الشباب.

كل ذلك يحدث في بلد ينام على ثروات طبيعية هائلة. إلا انها تستثمر في شراء الأسلحة ودعم الإرهاب والانفصال وخلق أجواء الاضطرابات. بدل خلق جو طبيعي لشعب يعاني الأمرين من هاته السياسة.

 

كما أنها تسخر لتهديد استقرار الشعوب عبر دعم الانفصال. كما هو حاصل في الدعم السخي المقدم من قبل عسكر الجزائر لجبهة “البوليساريو”. بدلاً من توجيه هاته الإمكانات لتحسين مستوى معيشة الشعب الجزائري وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تفاقم معاناة الشباب الجزائري

تتفاقم معاناة الشباب الجزائري بشكل كبير ليجد الكثير منهم أنفسهم محاصرين بين الفقر والبطالة واليأس من المستقبل. كل ذلك يحدث في ظل استحواذ النظام العسكري الذي يحكم البلاد على كافة الخيرات وتسخيرها للتسلح وتهديد أمن وسلامة الشعوب ودعم الإرهاب والانفصال.

واقع مرير يدفع العديد من الشباب لركوب “قوارب الموت” أو المخاطر للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا. وذلك بحثاً عن حياة أفضل. رغم المخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها هذه الرحلات.

الشعور بالإحباط واقع حال الشباب الجزائري في ظل السياسات القائمة

يعيش الشباب الجزائري في ظل الوضع القائم المفروض من قبل العسكر حالة من الإحباط وفقدان البوصلة. وذلك بسبب قلة فرص العمل وانعدام الأفق الاقتصادي، فضلاً عن غياب الحريات. إضافة لتوسع دائرة القمع الاجتماعي والسياسي الممارس. في ظل سياسة الإجهاز على الحقوق الأساسية المنتهجة. والسيطرة على مقدرات البلاد من طرف فئة قليلة. فيما الغالبية من الشعب الجزائري تعاني الفقر والتهميش والإقصاء والقمع.

ركوب المجهول بوصلة أمل شباب فاقد للانتماء الفعلي

أمام انسداد كافة الآفاق للخروج من هذا الواقع المر المعاش لا يجد الشباب الجزائري من مخرج سوى المغامرة بحياتهم وركوب المخاطر بحثا عن الفردوس الأوروبي بدل البقاء في الجزائر. محاصرين بواقعي الفقر والقمع الممارس من طرف المؤسسة العسكرية التي تسيطر على الحياة السياسية والاقتصادية.

وتشير الأرقام المسجلة إلى تزايد أعداد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. رغم المخاطر التي تكتنف هذه الرحلات. بدءاً من الغرق في عرض البحر، وصولاً إلى الاعتقال أو الترحيل.

 

وكانت  وزارة الداخلية الفرنسية قد قالت مطلع عام 2024: إنها قد رحّلت أكثر من 2500 جزائري عام 2023. من ضمن 17 ألف مهاجر أبعدتهم بسبب أوضاعهم غير القانونية. مؤكدة أن عدد الجزائريين الذي أصدرت بحقهم قرارات بالأبعاد ازداد بنسبة 36% منذ 2022. حيث انتقل الرقم من 1882 إلى 2562.

 

مآس كبرى يعيشها الشعب الجزائري في ظل حاجة البلاد للطاقات الشابة لخلق التنمية. وهو ما يشكل نزيفاً مستمراً لموارد بشرية كان من الممكن أن تسهم في بناء الوطن لو توفرت لها الظروف الملائمة. إلا أنه، وفي ظل الاستمرار في سياسة القمع والفساد التي تعم البلاد. يبدو أن حلم الهجرة سيظل يراود المزيد من الشباب الجزائري الذين يبحثون عن حياة كريمة بعيداً عن وطنهم. كل ذلك في ظل عدم توفر مقومات الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

التعليقات مغلقة.