ما زال جميع المتتبعين يتذكرون طريقة تدخل “نور الدين مضيان”، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أثناء عقد مجلس النواب لجلسة مناقشة مضامين البرنامج الحكومي، حيث ظهر في خطابه الذي فاجأ الجميع، وهو يمارس نوعا من المعارضة من داخل الأغلبية الحكومية التي تضم إلى جانب حزبه، “الاستقلال”، كلا من “حزب التجمع الوطني للأحرار” و”حزب الأصالة والمعاصرة”، والذي سرعان ما أزعج علانية رئيس الحكومة “عزيز اخنوش”، وأغضت برلمانيين قياديين في الحزب ذاته، وفي مقدمتهم “خديجة الزومي”، دون أن يدري هؤلاء حينها وباقي أعضاء غرفتي البرلمان الحاضرون، السبب الكامن وراء ما سمته بعض الجهات “هجوما مجانيا” وتنكرا لتحالف الأغلبية الحكومية.
اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على الواقعة، بدأت تطفو على السطح بعض الأسباب الكامنة وراء اللهجة الحادة والتهجم غير المفهوم على مضامين البرنامج الحكومي من طرف “نور الدين مضيان”، وارتدائه لحظتها لجلباب المعارضة رغم انخراطه في الأغلبية الحكومية، حيث أوردت مصادر عليمة من داخل الحزب، أن هذا الأخير كان يمارس نوعا من الضغط والابتزاز على الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، من أجل الظفر بأكبر قدر ممكن من المناصب لذويه ومقربين منه بدواوين الوزراء الاستقلاليين الأربعة، وهذا ما تحقق له وحدث فعلا، عندما تدخل بشكل مباشر تأسيسا على ابتزازاته التي أشهرها في خضم مناقشة البرنامج الحكومي، لتعيين ابن أخيه المدعو “زكريا مضيان”، مستشارا بديوان وزير التجهيز والماء، ضاربا عرض الحائط مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، ومكرسا لمبدأ الزبونية و”الأقربون أولى” رغم أن هذا الشاب لا يفقه في عالم السياسة والاستشارات والعمل الإداري شيئا.
التعليقات مغلقة.