تظهر أوجه الشبه بين حال منطقة الحوز وقطاع غزة، رغم الفروق الجوهرية بينهما. فبينما تعاني غزة من حصار محكم يفرضه أعداؤها وإخوتها، لا تعاني الحوز من هذا الحصار، لكنها تحتاج إلى إرادة حقيقية لإعادة بناء حياتها وتحسين واقع سكانها.
بعد الكارثة التي شهدتها منطقة الحوز نتيجة الزلزال، انطلقت وعود بتخصيص مساعدات ضخمة من قبل العاهل المغربي. لكن العديد من الأسئلة تطرح الآن حول مصير هذه الأموال. لماذا لا يستفيد سكان الحوز، ولا سيما أولئك الذين فقدوا منازلهم. من هذه المساعدات؟ أليس من حقهم أن يحصلوا على سكن لائق؟
رغم مرور أكثر من عام ونصف على الزلزال، لا تزال خيام المهجرين تتعرض لعوامل الطقس القاسية، مما يفضح الواقع المؤلم الذي تعيشه هذه العائلات. يجب على الجهات المختصة فتح تحقيق لمعرفة مصير مساعدات الزلزال وما إذا كانت قد وصلت بالفعل إلى مستحقيها.
تستمر معاناة سكان الحوز وسط تجاهل متزايد، في وقت يحتفل فيه الكثيرون بالسنة الميلادية الجديدة. فمن المنطقي التساؤل عن الكيفية التي يتم بها توزيع المساعدات وإعادة الإعمار. هل يكفي الاهتمام بالمشاريع الكبيرة كالملعب بينما تُهمل مناطق بأكملها وتُترك لتواجه التحديات وحدها؟
إنه واجب على المجتمع المدني والجهات الرسمية التحرك بشكل عاجل لإنهاء هذه المعاناة. والتأكد من أن كل مواطن مغربي. بغض النظر عن موقعه. له الحق في حياة كريمة وسكن لائق. في الوقت الذي ينبغي أن تكون فيه المحاسبة جزءاً من المساءلة. لا يمكن تجاهل ما يحدث في الحوز. السؤال المطروح: متى تتخذ الحكومة خطوات فعلية لرفع المعاناة عن هؤلاء المواطنين وفتح أبواب الأمل أمامهم
التعليقات مغلقة.