أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

معلومات عن سلالة coronavirus الجديدة وأسباب تحورها..

إعداد مبارك أجروض

بدأت العديد من الدول الأوروبية بالعودة إلى قرارات تعليق رحلات السفر القادمة من بريطانيا، بعد الإعلان عن سلالة جديدة من  coronavirus، الذي أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص في أوروبا، وتتخوف الدول من تفاقم الإصابات بالفيروس خاصة مع اقتراب عيد الميلاد ورأس السنة، حيث تنشط حركة السفر والتجمعات خلال هذه الفترة، الأمر الذي دفع ببعض السلطات إلى فرض إجراءات مشددة خلال هذه الفترة للحد من انتشار Covid-19.

وبعد أن عاد الأمل للعالم بعدما بدأت حملات لقاحات Covid-19 التي بدأت في بعض الدول، إلا أن الأنباء عن سلاسة جديدة coronavirus، ثبطت من آمال الناس والسلطات، خاصة وأن العالم لم يتعافى بعد من آثار السلالة الأولى للفيروس. ولقد أعادت سلالة جديدة من coronavirus، القلق للعالم مرة أخرى، وقبل الاحتفال بانطلاق اللقاحات حتى أطل Covid-19 الذي ظهر لأول مرة في الصين في دجنبر الماضي، بسلالة جديدة متحورة أشد عدوى وانتقالًا من الأصلية بنسبة 70%. وقد يبدو الفيروس المتحور، بالنسبة لنا، أمرًا مخيفًا، لكن التحور والتغير هو ما تفعله الفيروسات، فمن الثابت أن الفيروسات تتحوّر طوال الوقت، ويمكن توضيح أبرز المعلومات عن السلالة الجديدة عبر المحاور التالية.

* الطفرات الجينية للسلالة الجديدة oronavirus

فيما يتعلق بسلالة coronavirus الجديدة التي ظهرت في إنجلترا، أوضحت الصحة البريطانية، أنه اجتمعت لهذه السلالة الجديدة عوامل جعلتها موضعا لإثارة القلق، أولى هذه العوامل، سرعة الانتشار والاستحواذ على مكان النسخ السابقة عليها من الفيروس. وأشارت إلى أن العامل الثاني هو قدرة هذه السلالة الجديدة على تطوير طفرات جينية تغيّر جانبًا مهمًا من سلوك الفيروس، والثالث هو قدرة هذه الطفرات الجينية على تمكين الفيروس من إصابة الخلايا بشكل أكبر من ذي قبل؛ ما يعني زيادة معدل قابلية العدوى.

* أماكن انتشار السلالة الجديدة oronavirus

يُعتقَد أن سلالة coronavirus الجديدة ظهرت في المملكة المتحدة أو في بلد آخر ذي قدرة أقل على رصْد الطفرات الجينية التي يطورها الفيروس؛ حيث أظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية، عن رصد تفشي سلالة coronavirus الجديدة في 3 دول، وهي الدنمارك وهولندا وأستراليا؛ لأشخاص قادمين من المملكة المتحدة. ورُصدت تغيرات في البروتين الشوكي أو مستقبلات الفيروس التي يستخدمها كسلاح أساسي في الارتباط بمستقبلات الخلايا البشرية قبل أن يخترقها ليجندها لإنتاج حمضه النووي، أحد هذه التغيرات في البروتين الشوكي يُدعى N501Y، وآخر يُدعى H69/V70، ويستميت الفيروس في البحث عن وسيلة تُيسّر عليه مهمة اختراق خلايا الجسم البشري.

* مشاهد مشابهة للسلالة الجديدة oronavirus

وظهرت سلالةٌ أخرى شبيهة من الفيروس في جنوب أفريقيا، وهي تشترك في بعض صفاتها الجينية مع السلالة التي ظهرت في بريطانيا، لكنهما مختلفتان فيما يبدو. ورصدت دراسة لمنظمة الصحة العالمية، أن coronavirus شهد 17 تحوّرًا مهمًا حتى الآن، وبهذا لم يعد الفيروس الذي اكتُشف أول مرة في مدينة ووهان الصينية، هو ذات الفيروس المستشري الآن في أنحاء المعمورة.

* الفيروس تحور 100 مرة

وكشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة جيجيانج الصينية، عن أن Covid-19 قد تحوّر أكثر من مرة، وأنتج طفرات أكثر فتكا، خلال رحلة انتقاله من الصين إلى أوروبا ثم الولايات المتحدة الأميركية منذ دجنبر الماضي.

وفي فبراير الماضي طرأت طفرات جينية D614G على coronavirus الأول في أوروبا ومنها تمددت النسخة الجديدة في العالم، في غضون ذلك، ظهرت نسخة أخرى تُدعى A222V في أوروبا أيضًا، ونُسبت تحديدًا إلى المصطافين الإسبان.

* فعالية اللقاح ضد السلالة الجديدة oronavirus

وفي هذا الإطار، كشفت وكالة الأدوية الأوروبية (إيما)، أن الأدلة أثبتت أن فوائد لقاح Pfizer أكبر من أضراره، مؤكدة أنه لا أدلة على عدم فعالية لقاح Pfizer ضد السلالة الجديدة للفيروس.

من جهتها، أعلنت روسيا، أن لقاحSpoutnik V  فعال ضد السلالة المتحورة من Covid-19، وقال رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف، إن اللقاح الروسي فعال ضد سلالة Coronavirus التي ظهرت في دول أوروبية عدة.

* هل يمكن احتواء السلالة الجديدة oronavirus

وفي هذا الإطار، أوضحت عالمة الأوبئة في جامعة برن في سويسرا الدكتورة إيما هودكروفت، أنه لم يفت الأوان بعد لمحاولة احتواء انتشار نوع جديد من  oronavirus

ودعت المتخصصة في تتبع الطفرات الفيروسية، في مقابلة مع فرانس برس، إلى العمل على سلسلة الاختلافات في جينوم SARS-Cov-2 المسبب لCovid-19، حتى يصبح ممكنًا تحسين متابعة تغيرات الطفرات التي لا مفر منها. وأشارت هودكروف إلى أنه لا يمكن مطلقًا من منع فيروس من التحور، لكن يمكننا تحسين فرصنا في الحد من عدد الحالات، وذلك بفضل احترام إجراءات الاحتواء، موضحة أنه كلما قل انتشار الفيروس، قل احتمال انتقاله إلى أشخاص مختلفين، ومن ثم فمن غير المرجح أن يجد ظروفًا مواتية لإنتاج طفرات جديدة.

 

التعليقات مغلقة.