مغاربة العالم: تقييم إمكانية إنشاء مراكز العودة في المغرب

استبعد باحثون ومختصون في شؤون الهجرة واللجوء إمكانية احتضان المغرب لمراكز استقباله المهاجرين المرحلين من أوروبا، وذلك بعد أن اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إقامة هذه المراكز خارج دول الاتحاد الأوروبي. في رسالتها إلى قادة الاتحاد الأوروبي، أشارت إلى ضرورة توقيع المزيد من الاتفاقيات مع الدول التي ينحدر منها المهاجرون، بما في ذلك المغرب.

واتفقت دول الاتحاد على اتخاذ “إجراءات حازمة” لتسهيل ترحيل المهاجرين غير النظاميين، مع تقديم اقتراح تشريعي جديد في أقرب وقت. وتم تداول فكرة مراكز العودة بكثافة خلال القمة الأوروبية الأخيرة، ورغم أن بعض القادة أعربوا عن قلقهم من فاعلية هذه المراكز، إلاّ أن النقاش حولها استمر.

بحسب ما أفاد به باحثون، يرفض المغرب فكرة احتضان مراكز العودة نظرًا لما تحمله من انتهاك للسيادة الوطنية، كما يتناقض مع موقفه الريادي في معالجة قضايا الهجرة. وفقًا لحميد بن طالب، مختص في قضايا الهجرة، فإن المغرب لديه وعي بالتبعات السياسية والحقوقية المحتملة، وقد اتخذ موقفًا ثابتًا ضد هذه المقترحات.

كما أشار عبد الفتاح الزين، منسق الشبكة الإفريقية للهجرة والتنمية، إلى توجه بعض الدول نحو تغيير هيكلية الهجرة، مما يزيد من تعقيد الموقف. وأكد أن المغرب يتبنى مقاربة قائمة على المسؤولية الثلاثية، مما يعني أن الدول، سواء كانت مصدرًا أو معبرًا أو وجهة، تتحمل جميعها جزءًا من هذه المسؤولية.

في الختام، تبقى مراكز العودة في طيات الجدل، بينما يسعى المغرب إلى تعزيز موقفه التفاوضي فيما يتعلق بقضايا الهجرة، مؤكدًا على ضرورة العمل الجماعي لضمان حقوق المهاجرين وتحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال تدابير عادلة ومعززة للحقوق.