للباحث الحسن اعبا
.اولا سرد الرواية
تعد اسطورة حمو ؤنامير من اشهر الاساطير الامازيغية المنتشرة في الجنوب وفي الجنوب الشرقي من المغرب فاستهوت كبار المتقفين والادباء والباحثين واعطو لها تحليلات مختلفة ومتنوعة.وهنالاباس اولا وقبل كل شيء ان نستحضر هده الاسطورة الرائعة التي كتبت بمداد من الاعجاب والتقدير والتي لازالت ملتصقة في دهن الانسان الامازيغي بالمغرب وساسرد لكم هده القصة على طريقة ايت واوزگيتبتازناخت الكبرى فاليكم الرواية..
تقول الاسطورة..كان حمو ؤناميرتلميدا في كتاب وكان تلميدا نجيبا في البداية نعم يستيقضويدهب مباشرة الى..تيمزگيدا..والتي تعني الكتاب فاستمر الامر على هدا النحو . ودات يوم بينما هو داهبا الى فراشه لينام ولما غلبه النعاس فجاة ظهرت امامه..تانيرت..اي الملاك..وفيتازناخت فيطلقون على هده الشابة الجميلة التي نزلت على حمو ؤنامير..تاثابيرت..والتي تعني الحمامة اما اهل سوس فيطلقون عليها كما قلنا تانيرت أي الملاك.اجل نزلت عليه وهو نائم ونظرت اليه باعجاب وتقدير وجعلت لها وشما بالحناء في يديه وهو لم يدري.ولمااستيقض صباحا دهب كعادته الى الكتاب ولاحظ الفقيه الدي هو معلمه دلك الوشم في يديه ولم يتمالك هدا الاخير نفسه فانزل عليه عقابا مرا وهو يضربه فاخد حمو يستغيث واحلف له بانه لم يدري ولما تيقن الفقيه من كلام حمو طلب منه ان ينتبه ليلا حتى يعرف سبب هدا الوشم ومن اين ..وماهو مصدره..
ولما دهب حمو كعادته الى فراشه تظاهر بالنوم وفي الوقت المحدد ظهرت امامه..تاثابيرت..اي الحمامة الملاك وهي كما تقول الاسطورة جميلة لم يوجد مثلها في الجمال نعم استطاع حمو اخيرا ان يمسك بها فاعجبته فطلب منها الزواج..لكن الاخيرة حددت له شروطا ومن بين هده الشروط..بناء قصر كبير دات سبعة ابواب وسبعة انواع من اللباس ثم ان يكون زواجهم سرا بدون ان يعلم أي احد بدلك حتى وان كانت ام حمو ؤلامير.
اجل غادر حمو ؤنامير الكتاب وقبل بشروط تاثابيرت وتزوجها دون ان يعلم احد بدلك ودات يوم تركت امه الطعام ..الكسكس..امام الباب الاول ولما اتى حمو ؤنامير ليلا اخد الصحن واغلق جميع الابواب يريد ان يتعشى مع محبوبته لكن للاسف الشديد اطفا الضوء فظهر اثار الايادي على الطعام كل دلك وحمو ؤنامير لم يبالي بدلك وفي الصباح الباكر اراد ان يخرج واخد الصحن كعادته وتركه امام العتبة ولما اتت امه لاخد الصحن وجدت بان ابنه لم يكن وحيدا بل معه شخص تان لم يعرف . كانت الام دكية جدا اما حمو فيضع مفاتح القصر دائما في زريبة الحصان وبينما كانت الام تبحث عن المفاتيح السبعة فجاة التقت بالديك فاخبرها بمكان تلك المفاتيح نعم اخيرا وجدت الام تلك المفاتيح والديك هو السبب فاخدت حسب الرواية تفتح الابواب الواحد تلوى الاخر الى الباب السابع فتعجبت لانها وجدت مخلوقا جميلا ليس كالبشر فاخدت تسب وتشتم زوجة ابنه فثار غضب تاثابيرت وطارت الى السماء السابع.اما حمو لما اتى وجد القصر فارغا فحبيبته دهبت الى غير رجعة فودع امه وسرج فرسه فدهب غاضبا وهو يضرب البراري والقفار دون ان يدري اين سيدهب.
ولما وصل الى خلاء لم يوجد به الا وحوش كبار التقى ب..ءيگيدر..و ءيگيدر..هو طائر الدي هو الصقر .التقى حمو ؤناميرباصغر الصقور وقص عليه حكايته طالبا منه ان يساعده في ايجاد محبوبته نعم لقد دبح حمو ؤنامير مطيته الفرس كما امره ?ءيگيدر ? الصقر الصغير بعد ان اخد من الدبيحة شيئا من هدا اللحم الدي سيطعم به الاب الاكبر للصقور الدي طبعا سيطير به الى السماء السابع هدا هو الشرط او النصيحة التي قدمها الصقر الصغير لحمو ؤنامير وفعلا سيتم دلك وسيطير به اكبر الصقور وبعد ان اقترب حمو ؤنامير الى السماء السابع افلت اللحم الاخير المتبقي من يده وسقط على الارض ولما طلب الصقر من حمو اللحم لم يجد الا كتفه وقطعه منه فلما داق الصقر هدا اللحم الاخير لاحظ الفرق الشاسع بين هدا اللحم والسابق حيث وجدها مالحة فسال حمو عن سبب الملوحة فاجابه الاخير بان اللحم المالح قطعت من كتفه فثارت تائرة الصقر فسمحه في الاخير وهكدا استطاع حمو ان يجوب الافاق حتى اوصله الى السماء السابع وامام عين مياه جارية جلس حمو يتامل ويفكر كيف سيصل الى محبوبته وخاصة انه غريب في هدا العالم نعم في هدا العالم حياة ليست كحياة الارض فالجمال الحقيقي يكمن في هدا العالم وبينما كان يفكر راى جارية تريد ان تملا القدر بالماء وطلب منها حمو شيئا من الماء ليروي عطشه فمدت اليه الدلو وشرب ولما شرب وضع خاتمه في قصع الدلو اما الجارية لما امتلا القدر رجعت عند سيدتها التي هي محبوبة حمو وقصت عليها قصة دلك الغريب فلما نظرت الى قصع الدلو وجدت خاتم حمووهكدا طلبت السيدة من الجارية ان تضع حمو في قفة كبيرة التي تسمى بالامازيغية..اريال..وتغطيه بالحشيش لكي لايراه احد.
وفعلا فعلت الجارية دلك وهكدا استطاع حمو ان يصل الى معشوقته اخيرا ومن بين الشروط التي اشترطتها على حمو ؤنامير يجب اولا ان ينسى اهله وعالمه ثانيا ان لاينظر الى قاع بئر موجود في قصرها هي.نعم لقد قبل حمو كل هده الشروط ومرت ازمان على هده الحالة لكن حنان الام زاده تدمرا ودات يوم فكر طويلا ولجا الى دلك البئر ونظر الى قاعه فشاهد من هناك اي من دلك العالم امه وهي ضريرة اخدت في يدها اضحية العيد ولم تجد اي انسان يساعدها في دبح الاضحية ولما شاهد حمو كل دلك انهارت قواه فلم يستطع التحمل فسقط في البئر المؤدي الى عالمه الاصلي فمات ولم تصل الى الارض الا نقطة من دمه فدبحت الخروف..
هكدا ادا تروى القصة بايت وازگيتبتازناخت الكبرى .ومع التحليل في الجزء التاني.
ثانيا..تحليل الاسطورة
الاسطورة كما قلنا سابقا هي اسطورة مشهورة في الجنوب وفي الجنوب الشرقي من المغرب وانجزت حولها دراسات وابحات وتحاليل كثيرة تختلف حسب القراءات المتعددة وهي من الاساطير الشفوية واستطاعت جمعية البحث والتبادل التقافي ان تحولها الى الكتابة وقد حاول الدكتور الحسين ءيعزي من خلال بحثه لنيل الدكتورة ابعادا اخرى حيث حاول ان يسقطها على الحركة الامازيغية.لقد حاول افلاطون ان يقسم العالم الى قسمين مختلفين هدا العالم المادي المحسوس وعالم المثل وبما ان هناك عالمين مختلفين فلا بد ادا ان تكون هناك معرفتين مختلفتين هناك المعرفة الضنية الخيالية من جهة وهناك معرفة حقيقية تابتة والتي توجد في عالم المثل ان السعادة الحقيقية والجمال الحقيقي والعدالة لاتوجد في هدا العالم الدي نعيش فيه بل هي ازلية تابتة في عالم المثل.لكن عندما نعود الى اسطورة حمو ؤنامير فان هناك سبعة عوالم وسبعة معارف.فعالم حمو ؤنامير هو عالم مادي محسوس ايضا حيث هناك حركة دائمة ووجود البشر الى غير دلك لكن نلاحظ في الاسطورة ان السماء الاولى حتى السادس لم نرى اية حركة ولااي بشر ادا يمكن ان نصنف هده السماوات ضمن الميتافيزيقيا الا في السماء الاخيرة الا وهي السماء السابع فهدا العالم هو عالم تاني مادي محسوس حيث هناك حركة ومن ثم تكمن الحقيقة التي يبحث عنها حمو ؤلاميرلكن السؤال هنا هو كيف وصل حمو ؤنامير الى هدا العالم?اوماهو الطريق للوصول الى الحقيقة?تجيبنا الاسطورة بان العقل وحده هو الدي يمكن له ان يوصلنا الى هده الحقيقة اي علينا ان نسلك السلم من الادنى الى الاعلى وهدا العقل الدي هو الطريق ماهو الا الصقر ءيگيدر .
ءيگيدر ادا هو المسلك والطريق للوصول الى هده الحقيقة والدي بفضله استطاع حمو ؤنامير ان يصل الى السماء السابع ادا هناك سبع عوالم وسبع معارف فالمعارف كلها هي معاريف ميتافيزيقية ماعدا عالم حمو ؤنامير وعالم تاثابيرت او تانيرت حيث كما قلت سابقا ان هناك حركة دائمة وقد اكد احد الباحثين بان الامازيغ يقدسون من الارقام رقمين تلاتة وسبعة فهدين الرقمين نجدها في الحكايات الشعبية الامازيغية وفي الاساطير وهنا يقول المثل الشعبي الامازيغي..كراتتيكالاغءيتيامازؤمخار..اي يمكن للسارق ان يسرق مرة ومرتين لكنه لابد له ان يفشل في المرة الثالتة.ان الطريق الدي سلكه حمو ؤنامير في الاول ليس هو نفس الطريق الدي عاد منه الى الارض.استطاع حمو ؤنامير ان يصل الى عشيقته بسبب الصقر لكنه عاد الى الارض بواسطة بئر الدي كان سببا في موته.اجل ان الدم والملح عند الامازيغ من الاشياء المقدسة حيث نقطة واحدة نزلت من السماء السابع تكفي لدبح اضحية العيد.
ملاحظة..هي اسطورة امازيغية مشهورة تروى في الجنوب المغربي وفي الجنوب الشرقي من المغرب ودرسها اغلب الباحثين الامازيغ واعطو لها تحليلات مختلفة
-الاسطورة قام بدراستها الدكتور الحسين واعزي وغيره من الباحثين الاخرين وحتى الدكتور حسن اوريد
التعليقات مغلقة.