مقاول يهدد بالانتحار في قلعة السراغنة بسبب تأخر مستحقاته وشرطة تتدخل لإنقاذه

شهدت عمالة قلعة السراغنة حادثة مؤسفة عندما حاول مقاول بمحافظة المنطقة إنهاء حياته داخل مقر العمالة، بسبب استمرار تأخير صرف مستحقاته المالية المتعلقة بأشغال قام بتنفيذها في مشروع منتزه العطاوية. تفاصيل الواقعة أظهرت أن المقاول كان يعاني من ضائقة مالية حادة نتيجة عدم حصوله على أتعابه منذ فترة طويلة، رغم محاولاته المتكررة التواصل مع الجهات المختصة للحصول على حقوقه، إلا أن الأمور لم تتقدم كما كان يتوقع.

وفقًا لمصادر مطلعة، فإن المقاول قام بعد جهد جهيد بزيارة مقر العمالة مرات عدة، مطالبًا بالتصرف العاجل في مستحقاته، إلا أن الردود كانت غير مرضية، مما أدى إلى حالة من الإحباط الشديد لديه. وفي لحظة يأس، قرر المقاول أن ينهي حياته من خلال محاولة الانتحار داخل المقر الإداري، مما استنفر السلطات المحلية والأمنية بسرعة كبيرة.

وحالة من التوتر والقلق سادت المكان فور علم المسؤولين بالموقف، حيث حضر على الفور رجال الدرك والسلطات المحلية، الذين تمكنوا من ثنيه عن إقدامه على تلك الخطوة. تم نقله في حالة صحية غير مستقرة إلى مقر الدائرة، حيث تم تحرير محضر بالواقعة واتخاذ التدابير القانونية اللازمة لمتابعة الوضع. كما وعدت الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنهاء مشكلة المقاول، والعمل على صرف مستحقاته في أقرب وقت ممكن، بهدف تفادي وقوع مآس مماثلة في المستقبل.

وتعكس هذه الحادثة، التي تعتبر واحدة من عشرات الحالات التي يعاني فيها المقاولون وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من تأخر أو منع المستحقات، التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع الخاص في العديد من المناطق، خاصة تلك التي تعاني من ضعف البنيات الإدارية والتسييرية. كما تبرز الحاجة الماسة إلى مراجعة السياسات المالية والإدارية، وتوفير بيئة ملائمة تضمن حقوق المقاولين وتجنب حدوث مثل هذه الحالات المؤلمة التي تهدد حياة الأشخاص وتعرضهم للمخاطر.

وفي إطار الردود الرسمية، عبر المسؤولون عن أسفهم لما حدث، وأكدوا على التزامهم بمعالجة القضية بشكل فوري، والعمل على اتمام الإجراءات اللازمة لصرف المستحقات، مع التأكيد على أن مثل هذه الحالات لا يمكن السكوت عنها، وأن هناك توجيهات واضحة لتعزيز إجراءات الوساطة والتواصل المباشر مع المقاولين لتهيئة بيئة عمل عادلة وآمنة.

وفي الوقت الذي تنشط فيه الجهود لتحقيق العدالة، يظل على جميع الأطراف التحلي بالصبر، مع ضرورة التعامل بحكمة ومهنية مع مختلف القضايا، لضمان حفظ كرامة المقاول، والوقاية من وقوع كوارث إنسانية كانت يمكن أن تكون نتيجة أوضاع غير محسوبة. المأساة التي شهدتها قلعة السراغنة تذكر الجميع بضرورة الالتزام بالمواعيد والوعود، والعمل على تعزيز الشعور بالثقة بين المقاول والإدارة، لأن حياة الإنسان تبقى فوق كل اعتبار