مقبرة سلا: دعوة للشفافية والمسؤولية في سياق الدعم المقدم
بقلم الأستاذ محمد عيدني
تُعتبر مقبرة سلا واحدة من المعالم التاريخية والثقافية التي تحمل بين طياتها قصصًا وآلامًا، تشكل جزءًا من الذاكرة الجماعية للوطن.
ومع ازدياد الدعم المالي والمعنوي الذي تتلقاه الجمعية المسؤولة عن إدارة هذه المقبرة، تبرز مجموعة من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات واضحة، تتعلق بالعمليات الإدارية وسبل تحسين جودة الخدمات المقدمة للزوار.
تُحاط المقبرة بهالة من الاحترام والقدسية، لكن في الوقت نفسه، يجب الاعتراف بالواقع الذي يعيشه الزوار وأسر الموتى. فقد لوحظ أن العديد من الأفراد يتوجهون إلى المقبرة لأداء مهام مرتبطة بالصيانة والنظافة، مما يطرح تساؤلات حول الكفاءة الفعلية لإدارة الجمعية.
لماذا يسعى هؤلاء الأشخاص لإحضار الحجارة للترميم ورفع الأنقاض بينما توجد جمعية مُعترف بها ومدعومة؟
إن الدعم الذي تتلقاه الجمعية يمكن أن يكون سببًا في تحسين البيئة المحيطة بالمقبرة، لكن بدون توضيح كامل لكيفية استثمار هذا الدعم، قد يبدو وكأنه مجرد دعم سطحي دون آثار ملموسة.
لذا، يصبح من الضروري طرح السؤال:
ما هي خطة الجمعية طويلة المدى لتحسين أوضاع المقبرة وضمان احترام حرمة الموتى؟
الشفافية في العمليات الإدارية وفتح باب الحوار مع المجتمع المحلي يمكن أن يلعبا دورًا مهمًا في تعزيز الثقة بين الجمعية وأفراد المجتمع.
يتطلب الأمر من رئيس الجمعية الخروج إلى الساحة العامة لتقديم توضيحات بشأن كيفية إدارة الموارد، وما هي الاستراتيجيات المتبعة لمعالجة القضايا المستمرة في المقبرة.
إن إنعاش هذه النقاشات ليس مجرد دعوة للشفافية، بل هو أيضًا استجابة للواجب الاجتماعي تجاه موتانا وتقديرًا لذويهم. فالمقبرة ليست مجرد مكان لتجميع الموتى، بل هي ساحة للذاكرة، والتاريخ، والكرامة الإنسانية.
لذا ينبغي على الجمعية أن تأخذ هذه القضية بعين الاعتبار وأن تكون خطوة للأمام نحو تحسين الأوضاع الحالية بما يتناسب مع قيمة هذا المعلم وحقوق الموتى وأسرهم.
في الختام، نرى أنه من الضروري التكامل بين جهود الجمعية ومشاركة المجتمع، لضمان أن تظل مقبرة سلا مكانًا يحمل في طياته الاحترام والقدسية، ويعكس التزام المجتمع بفهم أهمية العناية بالموتى وكرامتهم.
التعليقات مغلقة.