في غياب بدائل تنموية حقيقة بالعالم القروي، قرى إقليم الحسيمة نموذجا، بدأ الزحف نحو المدن، وخاصة في اتجاه مدينتي تطوان طنجة للبحث عن لقمة العيش، بعد أن لاحت في الأفق بوادر الجفاف و تفشي البطالة مع الأزمة وارتفاع الأسعار وقلة فرص الشغل وانعدام مصادر الدخل القارة.
كلها عوامل تشجع على الهجرة القسرية، وليست الطوعية، لأن المهاجر مرغم ومضطر للهجرة بحثا عن العمل، وعن لقمة العيش، وعن غد أفضل، على الحكومة الاعتكاف على إيجاد حلول ناجعة للحد من الهجرة القسرية، وليس الانغماس و التفنن في فرض الزيادات التي تعتبر من أحد أسباب الظاهرة، و ذلك بتفعيل مشاريع تنموية مدرة للدخل بالمنطقة، واستغلال مشروع تقنين القنب الهندي لجعله مدخلا للتنمية، وموردا قارا للدخل، ومفتاحا لحل هذه المعضلة، وجعله بديلا حقيقيا ضامنا للعيش الكريم للفلاح وساكنة المناطق القروية والجبلية، عبر إدماج الفلاح وشباب المنطقة في النسيج الاقتصادي من خلال التكوين والدعم والتشغيل للحد من البطالة، و منحهم الكثير من الفرص في الوظيفة العمومية لانتشالهم وذويهم من الفقر والبطالة وتشجيعهم على الاستقرار بالمنطقة.
هذا البديل الذي يبقى مشروعا في الظرفية الحالية المتسمة بقلة التساقطات والجفاف والذي لن ينجح إلا ببناء سدود تلية بالمناطق المعنية الكفيلة بتلبية حاجيات الفلاح من الماء لتشجيعه على الاستقرار والإنتاج، يعتبر الشغل المولد للدخل الضامن والمشجع الأساسي على الاستقرار في القرى والسلام.
التعليقات مغلقة.