أحيا النادي الشعبي للعائلات بستراسبورغ طبعة جامعة الأولياء الثامنة 18 عشر تزامنا وإطفاء الشمعة العشرون 20 لتأسيسه في جو مميز بقاعة المعبد الجديد.
إن من أهم الركائز الداعمة التي يستند عليها المجتمع في حياته اليومية سواء الإنسانية , الإجتماعية الفنية, التربوية والشبانية وغيرهم من باقي الفئات, هو العمل التطوعي الخيري الإنساني ضمن سلسلة الحركة الجمعوية برمتها و جميع فعالياتها بين عامة أطياف المجتمعات بمختلف تشكيلاتها كشريك أساسي و عضو فعال لا يمكن الإستغاء عنه و لا تجاهله.
ومع تزايد تعقيدات الحياة الإجتماعية وتصعيد متطلباتها الجديدة لخدمة المجتمع عامة وللفرد خاصة لاسيما وعصرنا هذا, أين بات العمل التطوعي بمفهومه الشامل والعام يتطلب وجود الجمعيات بجميع أشكالها و تخصصاتها من أكبر الضروريات التي تسمو بالفرد نحو المجتمع , لترتقي به لمستوى معيشة سليمة في حياته وتلبي بعض مطالبه التي يصعب عليه الحصول عليها في ظل الأزمات المتعددة و التي ترهق كاهله خاصة في المجتمعات المختلطة بعديد الجنسيات و تنوع بيئتها الثقافية و التاريخية و أهمها الدينية التي يصعب التعامل معها بكل سهولة في ظل التفتح من جهة و التمسك بالأصالة و الهوية و التقاليد والعادات من عرف و تعود المنشئ بمحيطه و المترعرع بين أحضانه، والتي حرم منها فجأة ووجد نفسه شبه معزول بين ثنايا بيئة تختلف عن محيط بيئته ونسيج محيط .
وفي ظل تلك المحطات والنقص والحرمان, سطع نور النادي الشعبي من سماء ستراسبورغ ليخرج للعلن بمنطقة الألزاس, ليعلن لجميع فعاليات المجتمعات بمختلف طبوعها و بيئتها عن إنشاء فضاء شعبي جماعي للعائلات (أهالي و الأسر) بمفهومه العام و الخاص. في شكل جمعية ضمن القوانين التي تسمح بتشكيل هيكل العمل التطوعي الخيري الإنساني الإحتماعي ضمن إطار التخصص المسموح من هذا النوع. والذي يخدم أساسا المصلحة العامة للفرد والمجتمع سويا وتخفيف العبئ عليه و التقليل من أهاته و معاناته اليومية بالنسبة للمحلي أو المهاجر المقيم في ديار الغربة.
ومن بين الجمعيات الفاعلة التي يضرب بها المثل ويشار إليها بالبنان والتي بصمت وضربت بخبرتها في جدور أعماق المجتمعات برمتها أي كانت أوروبية – عربية –مغاربية -أفريقية و غيرها و التي لا تعد ولا تحصى و خير مثال على ذلك العمل التطوعي الإنساني البحت لذي تقوم به في كل مناسبة و حين , من ملتقيات , جلسات, تكوينات. خرجات سياحية و ترفيهية ومهرجانات.وجلسات دفئ للعجزة و كبار السن الذين يعرفون بالشيباني,
حيث اليوم بسنة 2020 السنة المميزة بأزمة حائجة كروونا, إذ يحتفل النادي بمرور عشرين 20سنة كاملة من العطاء التمواصل, بأيامها وليالها وفصولها دون كلل ولا ملل , إذ أن النادي الشعبي للعائلات. هو شعلة أمل بنور ساطع في جمعية شاملة متنوعة من حيث النشاط و الإنجاز التي تظهر للعيان عن بعد من النظر الأولى الملقاة من طرف مشاهدها. وتتأكد أكثر لزائرها عن قناعة مما لا يدع مجال للشك.
أفتتح الحفل بإكراميات كرم ضيافة الإستقال بقهوة منعشة ومنشطة.
وبحضور الجميع بكلمة ترحيبية و شكر على تلبية الدعوة و المشاركة في فعاليات جامعة الأهالي وذكرى التأسيس, وبختام فقرة الكلمات أنطلقت أشغال اليوم بأول مداخلة أطرتها السيدة باسكال مانهاس بعنوان نحو عائلة متناغمة, ومداخلة ثانية أطرتها السيدة ماري نيكول ريبو أخصائية نفسانية ومديرة بعنوان رفاهية وتطور نمو طفلي, وحصة السورفولوجيا أطرتها المختصة السيد دليلة سعيدي, ومداخلة رابعة أطرها السيد عز الدين الهيدوشي مكون في الإتصالات بعنوان رعاية الإتصالات في العائلة .
أرفقت المداخلات بعرض صور توضيحية عن طريق الداتشو لتسهيل الفهم والتواصل مع المحاضر التي مكنت الجميع من متابعة مريحة عن كتب.
و بفترة إستراحة حلت فقرة الترفيه و الترويح عن النفس التي أنتظرها الحضور منذ قدوم الحكواتية المحترفة المختصة السيدة كاهينا باري في عرض فكاهي إستعراضي بعنوان فرصة حلم قبل الأعياد لتسليط الضوء على ما هو جيد للجميع , فرصة تنفست فيها الصعداء و باحت عن مكوناتها و بما يختلج به الصدر من ضيق و ضجر خاصة في ظل أزمة فيروس كروونا و فرض إجراءات الحجز الصحي لأشهر متتالية دون تحرك بتقيد إجباري .
عرض تفاعل معه الجمهور بكل ما أوتي من قوة خاصة مع شخصيات عائشة البطلة وعلي الزوج الذين طافت وجالت بهم الحكواتية من خلال سرد وقائع عرضها. وتفاعل بكل حرارة وحنين الشوق للبلد ولأطباقه التقليدية ونمط الحياة اليومية لاسيما و ذكر الطبق التقليدي و أحسنهم نكهة طبق الحريرة و عبارة لحريرة ياجدك.
وبفترة إستراحة و نفاش و تعارف و تقارب وتبادل أفكار , دعي على هامشها الجميع لتناول وجبة الغذاء المشكلة والمتنوعة بمشروبات و تحليات مما جادت به أنامل حرائر مغربنا الكبير مما لذا وطاب لأشهى الأنواع و الأصناف التي لا تخير و لا تميز عن غيرها .
وما ميز اليوم التاريخي من حيث الحدث والنشاط و المكان و الزمان هو تواجد ضيوف سواح من ألمانيا, أنجلترا ,إسبابنا و غيرهم من الجنسيات في جولة وزيارة اعجبوا بتنوعها, ومازاد من فرحتهم دعوتهم لتناول الوجبات معية الحاضرين في جو أخوي أسري.
وفي ختام اليوم و على ضوء الصور التذكارية وشريط الذكريات وإسترجاع شريط الفعاليات و سفرياته و خرجاته أسدل الستار على إطفاء الشمعة العشرون لتأسيس النادي الشعبي بما تحمله الكلمة من جوهر و معدن و كنوز التي تضاهيها أنفس وأثمن المعادن
كانت هاته فقرات الحفل لنشاط جامعة الآباء 18 و الذكرى 20 لتأسيس النادي الشعبي.
السعادة هي صنع الإبتسامة والتي تنطلق من المساعدة للأخرين والتضامن المتبادل والعطاء ألا محدود.
النادي الشعبي هو اليد الممدودة للجميع دون إستثناء, إذ يعتبر النواة الحقيقة للمركز الثقافي, التربوي و التكويني في حد ذاته, فرض نفسه بحكم خبرته و حنكته و عمله الدؤوب المشهود له والمعترف به بدون منازع ولا معارض.
من أهم بعض عناصره على سبيل المثال لا الحصر :
التحاور مع الأهالي و الأولياء الأجانب في حوار مفتوح لأجل الإندماج في المجتمع , تشكيل مجموعات إصغاء و نقاشات حول الأمومة و الأبوة والذي عرف نجاحا باهر و تسوع في حلقاته و إزدياد المتوافدين عليه. إذ يقدم لهم الدعم والمساعدة بواسطة مختصين منذ عدت سنين خلت وهو ما أشاد به الكثير.
وخلاصة المقال لا القول , فمن هذا المنطلق نحي بكل فخر وتقدير الجميع لمواقفهم الإنسانية وللطاقم الساهر الذين يعملون بصمت على تشجيع العمل التطوعي الخيري لزرعه ونشره في كل مكان و جهة.
وكون أنه لا يوجد نجاح من دون قائد مسير مرشد و مخطط منفذ ومهندس مصمم, فإن النادي الشعبي قد إكتسب نجاحاته وأنتشر أثره بفضل تلك الجهود المكللة ببصمات مرسومة و منقوشة في كل جهة بكل فخر و إعتزاز , دون أن ننسى أيضا دور الجانب النسوي فئة المرأة الفعال و الذي لا يمكن القيام بأي نشاط من دونهن ومن غير مشاركتهن و بصمتهن وباقي الأعضاء المتطوعين لاسيما الفئة الشبانية الفعالة, الذين يعملون كخلية نحل في كل وقت وزمان ولاسيما في المناسبات المحددة بتظافر الجهور.
إن مسيرة النادي التي بدأت منذ سنة 2000 ببداية بسيطة لكن بخطى ثابتة. مازالت مستمرة بالأيادي المتضامنة فيما بينها و التي تساعدها وتشد أزرها عند الحاجة و الضرورة الملحة ، لا يسع القلم الكتابة عنها بما علمناه عنها, فمرور عشرين عاما كاملة لا دليل قاطع على الإنجاز المثمر والعطاء الواضح والنجاح المبهر من خلال تحقيق أهدافه العامة لفائدة الجميع دون إسثتناء.
تحية إجلال وتقدير إلى كل طاقم النادي دون إسثتناء وفضاءاته الشاسعة عامة وعلى رأسهم الأستاذ طاهري محمد و السيد حميد لوباردي وإلى كل من يقف مع هذا النادي العريق عن طريق مد يد العون والدعم ,في مختلف المجالات وشتى الميادين, لكي يستطيع أن يواصل عطاءه ودوره الريادي في تحقيق مجتمع متكافئ ومتساوي بشعار لا فرق بين هذا و ذاك, فالكل سواسية بحكم الإنسانية,والأخوة والساكنة, وذلك لآجل تحقيق ما يصبو إليه المجتمع من تقدم مستمر ورقي عالي وتألق دون توقف.
الأستاذ الحاج نورالدين بامون – ستراسبورغ فرنسا
التعليقات مغلقة.