“ملحمة العدميين” خطاب في القالب الخطا

مَلحمة العدميين”، التي رفَع فيها عدد من المشاركين في نقاش ” diner 2 cons1″، سقف حرية التعبير عاليا، حيث ناقشوا مضامين خطاب العرش الأخير الذي ألقاه الملك محمد السادس من مدينة الحسيمة، وانتقدوا ملك البلاد بكل حرية، كما انتقدوا السياسات التي ينهجها في تدبير شؤون البلاد.
هو شيء جميل نرى فيه جانبا من الحرية التي لم نكن لنراها في حقب خلت.
لكن في قراءة لتصريحات المشاركين في النقاش كنت معجبة بتلك الجرأة خاصة وأننا أمام وضع يحتاج للتشريح لكن أيضا تملكني السؤال والاستغراب إن لم نقل الإستهجان، من تصريحات من أطلقوا على أنفسهم العدميين و جدوى اخبارهم للقارئ أنهم يضعون قنينات خمر على موائدهم في حشو غريب، يبرز أن المثقف المغربي لم يتخلص من عقدة الغرب في كون الخمر والعري والإلحاد والضرب في كل ماهو ثقافي هو مرآة للحضارة.
فقد يغيب عن هؤلاء -ولانعمم بالطبع- أن الحضارة هي احترام الآخر وثقافته فمن أراد أن يمارس عاداته الخاصة فله ذلك لكن ليس في طاولة تناقش قضايا مجتمع لاتحترم معاييره.
لذا فنتمنى أن يتجرد بعض المثقفين أو أشباههم إن صح القول من عقدة الغرب. وأن يرتدوا ثقافة بلادهم فالحلول المستوردة أثبتت فشلها على مدى سنوات.  وما يحتاجه المغاربة اليوم هي حلول تتواءم وثقافتهم ومسؤولين ومثقفين قادرين على الإبتكار. فليس الحل هو الإنحلال الأخلاقي أو الإلحاد أو الخطاب الديني الأصم بل الحل هو إعمال العقل لارتداء جلباب يليق بنا نحيكه بأيدينا.