حينما نتكلم عن مسابقة الجمال، نتحدث عن معايير الجمال الطبيعي للمتسابقات، وإلمام من قبل لجنة التحكيم بهاته المعايير المعتمدة، لكي لا تتحول بقوة الوقائع المسجلة بمكناس، وعبر هاته النقطة بالذات إلى نقاط أخرى من مدن المملكة المغربية، إلى حلقات تقام بين الفينة والأخرى، لإقامة عروض للاتجار، تحمل شقين هامين، المادي والبشري، كما هو حاصل بالنسبة لإحدى المنتديات التي تم تفريخها بمكناس، والتي يديرها خبير في مجالي الاتجار المادي والبشري عبر هاته النقطة الجغرافية من المملكة المغربية، ذات القيم الدينية التي تؤسسها إمارة المؤمنين، والمنفتحة على قيم الحداثة والجمال الفعلي لا الإرتزاقي النفعي البراغماتي من الجهتين المادي والاتجار في البشر، فيما يشبه سوق نخاسة جديد لا زال يرتع في مكناس في القرن الواحد والعشرين، كما يحدث مع صاحبنا المدعو “إبراهيم S” بمدينة مكناس، قائد أوركسترا هاته الأمراض الاجتماعية الواجب استئصالها لأنها تسيء إلى المغرب وسمعته.
الجمال والفصل في مقومات فوزه بمعيار ملكة أو ملك أو فتى أو طفل الجمال فن ومعايير تنطلق من اتزان الشخصية، والموهبة، والثقافة، والقدرة على الإجابة على أسئلة لجنة التحكيم، أي التوفر على مجموعة عناصر تؤهل المتسابقة للظفر بالتاج، إضافة إلى قوة حضور كريزما تمكن المتبارية من تحدي المكان والشخوص، أين صاحبنا “إبراهيم S” من هاته المعايير؟ وكذلك من يستضيفهم كطعم لتحقيق أكبر حضور من فنانين وشخصيات لا علاقة لهم لا بالجمال ولا بالمعايير الفنية المعتمدة للانتقاء، أم أن الأمر يتعلق بالتعاطي مع معايير عظمية ولحمية ودماء، التي يسوقها صاحبنا لجني الأرباح وإسقاط المشاركات في أثون التسويق الجسدي كاستثمار في البشر، باعتبارهن معروضات لتحقيق اللذة الشخصية.
ما يثير الاستغراب حقا ويجعلنا نفتح تحقيقا في هذا الباب، هو تعاطي صاحبنا مع المسابقة من هذا المنحى البراغماتي والذي حولها بقوة اللهو من الجهتين إلى رمال متحركة كما حال الصحراء، حيث اصبحنا أمام مصيدة وشباك ترمى لاصطياد الطرائد بين الفينة والأخرى، يصطاد خلالها صاحبنا ضائقات أزمة الواقع، الحالمات بهوليود يوهمون بحصول انطلاقته من مكناس أو من أركان أخرى يختارها صاحبنا باحترافية ليس في الجمال ولكن في أمور اخرى.
ووفق ما توصلنا به من مصادر مشاركة، فإن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل يتعداه إلى الاستثمار في البشر واعتماد أسماء فنية وشخصيات عامة لها وزنها لتنفيذ المجزرة كتلك التي يتعرض لها السردين من قبل الدلافين، بل أن المشاركات يتعرضن لكل أنواع الإذلال من خلال قذفهن في شقق أو فنادق رخيصة، ليتمكن صاحبنا من تحقيق أكبر نسبة من الأرباح، فيما المتسابقات / الضحايا يرمون في تلك النقاط في انتظار المجهول الذي لا يأتي، أو القرب للظفر بلقب وهمي يؤدى عنه من قبل المشاركات للحصول على شهادة منتدى صاحبنا “إبراهيم S” باعتباره المسؤول عن الجهة المنظمة للمصيدة، وهو عبارة عن شهادة يمنحها ذاك المنتدى تشهد لهم في كل نقطة من مملكتنا الشريفة بأنه منحهم الكون كله وما يحتويه، مستغلا غباوتهم وتصديقهم لجنة الأحلام الموعودة، وما عليهم سوى قبول قانونه والرضوخ لأوامره البراغماتية، في مشهد يذكرنا ب “صكوك الغفران” خلال مرحلة أوروبا القروسطوية.
والسؤال المحوري المطروح هو حول المعايير المعتمدة لتنظيم الملتقى ولتصنيف الجمال ولانتقاء الجميلات؟ الجواب لدى صاحبنا واضح وبسيط، الاستثمار والنفعية من الجهتين، وهنا يطرح سؤال عن المتستر عن ممارسات لا تشرف سمعة المغرب، وتعتبر حدثا لتمرير مصالح، علما أن كل المشاركات يجبرن على أداء رسوم شهادة غفران واعتراف الجهة المنظمة التي لا توصل حتى لباب المنزل، فقط بيع الوهم والاستثمار في الأجساد، أما اللجان المكلفة بانتقاء الجمال والتي بينها وبين عالم الجمال والموضة إلا الخير والإحسان، فهل تفقه سر وجودها؟ والخلفيات التي تحرك صاحبنا؟ وبأنها الطعم الذي يغرس في حلق الضحايا تحقيقا للاستثمار في مجال الأرباح المحققة تنظيميا، والتسويق الجسدي لفتيات بريئات يقدمون أي شيء في سبيل الحصول على شهادة يعتقدون أنها مفتاح باب الجنة، ولكنها فتحت في العمق باب جهنم عليهن حينما يجدن أنفسهن قد فقدن كل شيء.
ولنا عودة بالتفصيل الأوفر لتفاصيل خبايا الجمال لدى هذا المنتدى لصاحبنا “إبراهيم S” ولأعضاء لجان التحكيم التي تم اعتمادها، ومستوى تكوينها في باب الجمال وارتباطها بما أوردناه من أوساخ صاحبنا التي نضعها بين يدي المسؤولين لفتح تحقيق في الموضوع، وعن خلفيات حضورهم وتسويقهم الوهم ومشاركتهم في الجريمة المرتكبة باسم ملكة الجمال لتحقيق تجارة النخاسة من وراء التنظيم، حماية لملكات جمالنا الفعليات ذوات القيم السامية والشرف الرفيع اللواتي بالطبع لا يصلن إلى ملتقيات صاحبنا لانتفاء الشكل الأساسي الذي يبحث عنه من وراء إقامة هكذا “بهرجات” وليس الجمال بالطبع ضمن هاته الحسابات.
التعليقات مغلقة.