أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ممارسة الرياضة والعادة الشهرية

إعداد مبارك أجروض

تتباين الآراء حول موضوع التغييرات الهرمونية الأنثوية خلال مراحل الدورة الشهرية واحتمال الإصابة الرياضية، فهناك من يعزي بعض هذه الاصابات الى تلك التغييرات وآخر من يعارض تلك الفكرة، فأما البحوث العلمية التي تناولت هذا الموضوع بتفاصيله فتؤكد أغلبها على وجود علاقة بين بعض الاصابات الرياضية والتقلبات الهرمونية الحاصلة على مستوى الهرمونات الأنثوية خلال مراحل الدورة الشهرية. ومن أجل فهم ماهية التغييرات والإصابات المرتبطة بذلك لابد من فهم الية التغييرات التي تحصل خلال مراحل الدورة الشهرية وما يصاحبها من اختلالات على المستوى الوظيفي لأنسجة وخلايا الجسم عند المرأة.

ان الدورة الشهرية تغير في وضع الحالة الهرمونية الشهرية عند الإناث وهي تمثل اهم الفروقات بين الرجال والنساء. وهكذا فإن التقلبات الهرمونية خلال الدورة الشهرية تؤثر على أداء المرأة للتمارين الرياضية. وفي هذا الصدد يقول البروفيسور باتريك رينيه دييل، الأستاذ بالجامعة الرياضية بمدينة كولن الألمانية، إنه على الرغم من عدم إجراء بحث شامل لدراسة التأثيرات المحددة، إلا معظم الدراسات أشارت إلى وجود علاقة بين الهرمونات الجنسية، وخاصة هرمون الاستروجين والبروجستين، والقدرة على التدريب.

* النصف الثاني من الدورة الشهرية

وأوضح البروفيسور الألماني قائلا: “نعرف أن هذه الهرمونات تؤثر على العمليات الابتنائية مثلاً”. ولذلك فإنه من المتوقع أن تستجيب السيدات بشكل أكثر حساسية لتدريبات تقوية العضلات وبتكيف أفضل خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية، أي بين فترة التبويض وبداية الدورة الشهرية التالية؛ نظرا لأن المستوى الإجمالي للهرمونات في أجسامهن يكون في أعلى مستوى له.

وأشار البروفيسور الألماني إلى أنه يمكن للسيدات الاشتراك في تدريبات تقوية العضلات المكثفة خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية؛ لأنه من المفترض الحصول على أكبر قدر من التأثير.

وأضاف دييل قائلا: “لا يوجد ما يمنع هواة تقوية العضلات من تركيز التدريبات خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية، ومعرفة ما إذا كانت ستجلب لهن الكثير من المزايا، وبطبيعة الحال تكون هناك اختلافات فردية كبيرة”.

وفيما يتعلق بما إذا كانت تدريبات قوة التحمل تحقق نجاحا في فترة معينة من الدورة الشهرية، فإنه توجد مؤشرات على أن استعمال الدهون كمصدر للطاقة يتأثر بهرمون الاستروجين، وأكد الخبير الألماني أنه ليس هناك بيانات علمية موثوقة تؤكد ما إذا كان ذلك يؤثر على القدرة على قوة التحمل.

* التعرض للإصابة

وقد تؤثر الهرمونات الجنسية الأنثوية على احتمالية التعرض للإصابة، وترجع هذه التصورات إلى العمليات، التي تحدث في نهاية الحمل؛ حيث تصبح الأربطة الضامة أكثر مرونة.

وأضاف البروفيسور الألماني أن النساء أكثر عرضة لإصابات الأربطة قبل الدورة الشهرية، وإذا كانت المرأة تعاني من مشكلات في الأربطة أو غالباً ما تتعرض للالتواء، فإنه ينصح بعدم القيام بتمارين الجري الطويلة في الأيام، التي تسبق الدورة الشهرية أو خلالها، مع توخي الحرص والحذر؛ لأنه توجد هناك مؤشرات وليس أدلة أو حقائق مثبتة.

* اختلاف الأداء

ولا يختلف الأداء بدرجة كبيرة خلال فترة الدورة الشهرية، سواء كانت السيدة تجري بسرعة أو تقفز بدرجة أعلى، وهناك الكثير من الدراسات، التي تؤكد ذلك، ولكن قد تكون هناك عوامل نفسية أخرى تؤثر على الأداء، فمثلا قد تتعرض السبّاحة لحدوث الحيض أثناء المنافسة، وهو ما يؤثر على تركيزها الذهني خلال المنافسة وتصبح أبطأ في السباحة.

وإلى جانب العامل النفسي هناك بعض العوامل الأخرى، التي تؤثر على الأداء مثل الروتين اليومي والطعام والنوم، والتي تؤثر على الأداء الرياضي بدرجة أكبر من الدورة الشهرية الحالية.

* كسور الإجهاد عند الرياضيات

إصابات الإجهاد في العظم ناتجة عن الاحتلال المؤقت بين ارتشاف العظم وترميمه، لأسباب ترجع الى عوامل بيوميكانيكية، ميكانيكية حيوية، هرمونية، غذائية، جينية أو وراثية، والنساء أكثر عرضة للإصابة العظام الاجتهادية بسبب بيئتهن الهرمونية الخاصة، ولعوامل تشريحية وجنسية نوعية أخرى، وتكثر إصابة العظام في حالة الدورة الشهرية غير المنتظمة وتزداد بشكل أكبر عند انقطاعها.

ومن الجدير بالذكر ان الحصول على مقدار كاف من الكالسيوم والسعرات الحرارية وممارسة التمارين الرياضية والتوازن الهرموني هي اجراءات وقائية هامة في مرحلة البلوغ لتحقيق التكامل الهيكلي الأمثل والوقاية من الكسور.

* الأغذية التي ينبغي تناولها من خلال ممارسة الرياضة أثناء الدورة الشهرية

مع الدورة الشهرية يقل عنصر الحديد في جسم المرأة أثناء الدورة الشهرية ولذلك فعلى النساء وخاصة الممارسات للرياضة تناول أغذية تحتوي على الحديد مثل الدُّخن والذرة والسلطة واللوز، كما أن الجسم يمتص الحديد بأفضل ما يكون من اللحوم الحمراء، أو بالإمكان تعويض عنصر الحديد الناقص في الجسم عن طريق تناول حبوب مختصة بذلك.

أما النساء اللواتي يتدربن كثيرا واللواتي تحتوي أجسامهن على نسبة منخفضة من الدهون فغالبا ما يعانين من انقطاع الطمث وغياب دم الحيض، واقتران ذلك مع عادات الأكل السيئة قد يؤدي إلى هشاشة العظام، ولذلك فهذا سبب آخر لتناول عنصر الحديد وعنصر الكالسيوم في الأكل.

 

التعليقات مغلقة.