بروكسيل : مصطفى منيغ
مصر ليست السِّيسِي ، هذا الأخير مجرَّد حاكم لها أتت به ظروف استغلَّها بدهاء وسيرحل متى طال او قصر الزمن ، مصر أكبر من ذلك بملايين المرات حسب تِعداد شعبها العظيم المُعَرّض حاليا لشتى صنوف المِحن ، صاحب ارقى حضارة من غابر الأحقاب أحفاده مع التقهقر المتفاوت الخطورة يتجهون بسبب مَن للتدبير المُجحِف سَنّ ، مهما صَرََف على تلميع نظامه أعاده الحق لموقعه كإنسان ، حيثما تطاول وسخَّر طول لسان ، مُنهِي حياته ملفوفاً في قطعةٍ بيضاء مِن كتان ، تُعَرِّي هيكله العظمي ممَّا كدَّس فوقه من لحم وشحمٍ دود قبر محفور في أي مَكان ، مشيَّد بطوبٍ عادي أو بالمرمر مُزَيّن ، ليلقَى مَن يسأله ماذا صنعَ مع الشعب المصري فلا يجد مَن يحميه إلاَّ الإقرار بدوره كحرف عِلَّة في فعل “كان”.
التباهي بتشييد القصور يتبدَّد لدي شعب اغلبيته لا تجد ولو أحقر مأوى تربِّي داخلها ما تنتجه من صبيان ، ترديد خطاب “نحن نبني للمستقبل” ، بواسطة مؤتمرات تزدرد من مالية الشعب الكثير يتبخَّر بواقع الحال ، الجاعل من مجمل الأمة المصرية إن أكلت النزر القليل لا تلبس ولو المستعمَل في الدول الغربية المصدَّر صوب مصر الحضارة والثقافة والعزة أم الدنيا ، بآلاف الأطنان لتُباع في أسواق كبريات المدن بعد القاهرة المقهورة ، وإن لبست تلك الأسمَال لا تجد بما تأكل ، أما اذا مرضت فتلك فضيحة مُتداولة بين اقطار العالم ، عن مسؤولي الصحة الناشرين قلة الصحة على طول مصر وعرضها ، تحت شعار لأ صحة لمن لا يدفع ، ومَن لا يدفع يُدفع لتهلكه الأوبئة بتؤدة حتى يفارق الحياة ، فينطق بالشهادتين وقبله ما يتضرع به إلى المولى عز وجل ، الحي القيوم ذي الجلال والاكرام ، أن يأخذ له حقه ممَّن اوصل فقراء الشعب المصري إلى هذا الحد من العجز والتقهفر والتشرد والضياع .
مَن يسمع السِّيسِي في تلك التجمعات التي يعقدها بمناسبة أو غيرها ، يتصوَّر أن مصر تسير جنباً لجنب مع الدول الأكثر تقدما في العالم ، والحقيقة المُدْرَكَة لمن زار ذاك البلد يخرج بانطباع أن “هتلر” كان ارحم باليهود مما يصنع النظام بأمر مباشر من السيسي بمعظم الشعب المصري ، وخاصة هؤلاء الذين يجهرون بمعارضته ، عن التصرفات غير الطبيعية التي يتحدَّى بها اختيارات الشعب ، الراغب في العيش الكريم وفق امكاناته المُسيّرة تكون بكفاءة وبُعْدِ نظر ، بعيدًا عن عناد ورهن مقدرات الدولة في ديون لا أوَّل لها ولا آخر ، وجَعَلَ الجيش عبارة عن مؤسَّسة تجارية تتنافس مع التجار الذين ارهقتهم الضرائب، ونغَّص حياتهم صندوق “يحيا مصر” الذي لا يعرف أحد رصيده ولا فيما يُصرَف كلّه وليس بعضه .
في الإسكندرية أصيبت سيدة بكرونا، وهي حاصلة على التأمين الصحيّ ، فطلبت القائمين على الصحة أن يرسلوا لها سيارة الاسعاف ، عسى تصل حيث الفحص يُظهر لها ما الواجب القيام به حفاظا على الأخرين من العدوى ، ملَّت من الاتصال الهاتفي ليكون الرد الصمت الرهيب ، فكان الإهمال سبباً في اصابة اختها بنقس الداء ، تعاود الاتصال ولا مجيب إلى أن ردَّ عليها من رد أن الاسعاف سيزورها صبيحة اليوم الموالي ، بما يعني أن تُصاب العمارة وبعدها الحي لايهم ، المهم أن يتبجَّح السيسي بما لم يعد يصدقه أحد وليشسرب مَن اراد من البحرالأبيض المتوسط ، كان عليه أن يتعلَّمَ من المملكة المغربية في هذا المجال ، لو كان مهتما بالشعب المصري منكب على العناية بصحته ، أن يتعلم من المجهود الذي بذلته هذه الدولة المغاربية التي خصَّصت الملايير من الدراهم لميدان الصحة ، حيث لقَّحت معطم شعبها ولن تتوقَّف تصل إلى تلقيح الجميع وبالمجان .
لم يُسمع في أي نقطة سكنية على امتداد ارض الوطن أن مواطنا طلب سيارة اسعاف لتقوم الدولة بواجبها في حماية الجميع من هذا الوباء المعدي الخطير ، ولم يُلَبَّى الطلب في الحين ، كان على السيسي أن يقوم بفترة تدريبية في المملكة المغربية ليتمكن من معرفة أن للشعب المصري عليه حق فيتفرغ لاعطاء ذاك الشعب ما يستحق والكفّ عن الزج بخيرة ابنائه في المعتقلات والشجون لمجرد تعبيرهم عن الرأي في مسألة مهما كانت بسيطة ، وكأن اسم السيسي مقدس ولا يمكن النطق به إلا بما يصبغ مقامه الرفيع بالمدح ، فأي نوعٍ من الحُكَّام هذا الرجل الذي حسب نفسه خُوفُوا مشيّد الهرم الأكبر ؟؟؟ .
التعليقات مغلقة.