من أجل نموذج تنموي جديد…

يحيى اليحياوي*

جلالة الملك، في افتتاحه دورة البرلمان امس، يعيد التشديد على فشل النموذج التنموي المعتمد…ويطالب بتقديم المقترحات والإسهامات للنموذج الجديد…ستنشأ لجنة خاصة تتكفل ب”تجميع المساهمات وترتيبها وهيكلتها، وبلورة خلاصاتها، في إطار منظور استراتيجي شامل ومندمج”…هنا مربط الفرس…لأن المهمة صعبة ومعقدة…ولا يمكن أن تقوم بها إلا لجنة خبراء من عيار ثقيل…محصنة بمعرفة واسعة، متعددة المشارب والأبعاد…دعونا من “شفوي الفضائيات”…هذا أولا…

ثانيا: يجب أن نحدد الرؤية…نحدد ما الذي نريده من هذا النموذج بالتحديد…وهذا سؤال أجاب عليه جلالة الملك في الخطاب المذكور…

ثالثا: اللجنة لا يجب أن تكتفي بتجميع وترتيب ما تسنى لها جمعه، وإلا فسنكون بإزاء عملية ترقيع ثوب مهترئ…لا…يجب أن تضع التصور العام أولا وتنتقي فيما بعد، وفيما بعد فقط، من المساهمات ما يتساوق وما لا يتساوق معه…المسألة مسألة مقاربة وليست مسألة مادة أولية…رابعا: لا ننتظر من اللجنة أن تعطينا مقترحات كما هو الشأن في التقارير المعتادة…نريدها أن تعطينا خارطة طريق لما نريد أن يكون عليه المغرب في القادم من عقود (بكل قطاعاته وأنشطته، بشره وحجره)…نحن هنا بصدد صياغة نموذج تنموي وليس مقترحات أو خطة عمل…مرة أخرى، أشدد على المقاربة…لو ضبطنا المقاربة، سهل أمر صياغة النموذج…
*استاذ جامعي