من الرقصات الحربية الأمازيغية القديمة رقصة تامويديت
الحسن اعبا
الرقصُ هو أداءُ الشخص لمجموعةٍ من الحركات باستخدام أطرافِ جسمِه بطرقٍ معيّنة، وتكونُ هذه الحركات في العادة متناغمة مع إيقاع موسيقيّ معيّن، وذلك للتعبير عن نفسه ومشاعره وطاقاته، وهو مظهرٌ من مظاهر الاحتفال والفرح والبهجة.
وللرقصِ العديدُ من الأساليب والأشكال والأنواع، فهنالك الرقصٌ بالسيوف، الرقصٌ بالخيول، الرقصُ السريع، الرقص البطيء وغيرها كثير.
مدلول ومعنى الرقص الشعبي الجماعي؟
ويتميّزُ كلّ شعب بين هذه الأنواع تبعاً لعاداته وثقافاتِه وتقاليده، وسوف نتحدّثُ في هذا المقال عن بعضِ أنواعِ الرقص وفوائده، و قبل أن ندخل الى تفاصل هذا الموضوع الشيق..لا بد لنا أولا وقبل كل شيء أن نعطي تعريفا دقيقا ومبسطا للرقص الجماعي.. ونتساءل ما هو الشعبي.. وما هي رقصة “تامويديت”.. التي نسمعها كثيرا بمنطقة “تازناخت” ونواحيها..
يُعدّ الرقص الشعبيّ (بالإنجليزية: Folk dances) أحدَ أشكال الرّقص التقليديّ، والذي يُعبّر عن عادات وتقاليد الطبقة الوسطى، ويعكس التّراث الشعبيّ لكل منطقةٍ أو مجموعةٍ أو بلدٍ معينٍ، ويُشكّل هذا النوع من الرقص ارتباطاً وثيقاً بالمناسبات الاجتماعيّة والحياة الثقافيّة للمجتمعات، كما يعتمد على حركات الجسم الذي توافقه أنماط موسيقية مختلفة تبعاً لثقافة وتقاليد المنطقة.
ويشكل التراث الشعبي لكل أمة، الوعاء الذي يحوي كل مكونات وعيها التاريخي، من فكر وعلم وأدب وفلسفة وفنون، وهو بذلك يشكل هوية الأمة ووجدانها، بل ويشكّل الى حد بعيد قوام شخصيتها وعنوان بقائها، في وجه كل تحديات الغزو الثقافي والهيمنة الحضارية.
واذا كان يحق لكل امة من الأمم أن تفخر بماضيها وبتراثها الثقافي، فليس هناك أحق من العرب في أن يفخروا بما تركوه للإنسانية من تراث فكري وثقافي متعدد الجوانب، وما الشعر الأمازيغي القديم إلا شاهدا حيا على ذلك، حيث أنه يمثل مصدراً هاماً من مصادر دراسة التاريخ الاجتماعي والأدبي للامازيغ، حقيقة تاريخية إلى حد بعيد.
ويختلف الدارسون حول تعريف محدد للتراث الشعبي، وهذا يعود إلى أن التراث الشعبي نفسه يعنى بالجوانب الاجتماعية والأدبية والفنية، كما يهتم بالمعارف المتصلة بالعلوم الطبيعية، مما جعل الدارسين يتفاوتون في نظرتهم حسب خلفياتهم الجغرافية والحضارية والسياسية والثقافية، ومهما يكن فهناك اتفاق واضح على ان التراث الشعبي هو (مجموعة العادات والتقاليد والآداب والفنون والحرف والمهارات وشتى المعارف الشعبية التي أبدعها وصاغها المجتمع عبر تجاربه الطويلة، والتي يتداولها أفراده ويتعلمونها بطريقة عفوية، ويلتزمون بها في سلوكهم وتعاملهم، حيث انها تمثل انماطاً ثقافية مميزة تربط الفرد بالجماعة، وتصل الحاضر بالماضي، وهو بذلك يشكّل هوية المجتمع وشخصيته الحضارية).
من هذا التعريف يتضح أنه لا بد لكل تراث شعبي من مقوّمات اساسية: كالجماعة، المحتوى الثقافي، طريقة التداول والأسلوب الفني الذي تستحسنه الجماعة وتتذوقه، حيث تشكل هذه المقومات مجتمعة ما يسمى بالذاكرة الجمعية للأمة.
الأغاني والموسيقى الشعبية:
تشكل فنون الأداء الشعبي (الفنون الشعبية) أحد أبرز مجالات التراث الشعبي، إلى جانب الأدب الشعبي، العادات والتقاليد وغيرها من جوانب الثقافة الأخرى، وتشمل الفنون الشعبية، الموسيقى والأغاني والأهازيج والرقصات والرزف، والحركات المسرحية التقليدية المستوحاة من الثقافة الشعبية الموروثة والمتداولة والتي يؤديها أفراد المجتمع بصورة عفوية ومتعارف عليها، ويعتبر التراث الغنائي من أكثر الموروثات خصوبة.
أما الرقص الشعبي، الشكل التقليدي للرقص لدى شعب، أو مجموعة عرقية، فعلى مر التاريخ، تكاد تكون معظم الحضارات قد اتخذت لها رقصات خاصة بها، وانتقلت هذه الرقصات من جيل إلى جيل، وألّفت الشعوب أغاني راقصة، وهي ضرب من الموسيقى الشعبية لمصاحبة كثير من الرقصات.
نشأت أغلب الرقصات الشعبية كشكل من أشكال الاحتفال، أو الشعائر الدينية أو طريقة للسيطرة على قوى خفية؛ وبنيت أشكال وحركات كثيرة من هذه الرقصات على معتقدات خرافية؛ فمثلاً، كان عدد من الرقصات الشعبية القديمة يُؤدى في دائرة، لاعتقاد البعض أن لهذا الشكل قوى سحرية.
وفي بعض الثقافات القديمة كان هناك اعتقاد بأن الحركة الدائرية تجلب الحظ السعيد أو تبعد السوء، وقد استخدمت الشعوب القديمة رقصات للاحتفال بالمناسبات كالولادة، الزواج والموت.
كما كانت هناك رقصات أخرى، تؤدّى لعلاج الأمراض أو لنيل الخيرات، كمحاصيل وفيرة، أو للاحتفال بالنصر في موقعة، ولقد اشتهرت منطقة تازناخت بهده الرقصة التي حسب اغلب الباحثين وذوي الاختصاص ما هي الا رقصة حربية يهودية أمازيغية مستعينين باسمها المأخوذ من الأسماء اليهودية الأمازيغية..تامويديت ..وتبتدئ هذه الرقصة من العصر إلى غروب الشمس..، فإدا نظرنا إلى الحركات وإلى تلك الأشعار الارتجالية القديمة المتوارثة، فيمكن لنا أن نقول بانها فعلا رقصة حربية ودينية وفلاحية؛ ومن بين هذه الاشعار مثلا:
ءاليسلامزالات ف نابي موحمادي
اشكو مولاي الي ءيدا س لجهادي
إن ثأتير الفكر الشيعي ظاهر وواضح فهي تمجد الإمام علي بن أبي طالب، ومن بين هاته الاشعار الارتجالية كذلك نجد:
الاشياخ ءينوگاتيستاراتي
والرقصة ايضا لها طابع فلاحي ومن بين الاشعار الدالة على دلك
اد ءيغليؤگوگ
ءلين واماني
ؤگوگب بالأمازيغية هو السد، فالقبيلة تطلب من الرب أن يمدها بالماء حتى تغمر السعادة قلوب أبناء القبيلة.
نعم هي رقصة حربية تعتمد على البداهة والسرعة في الحركة والمهارة ويلعبها الرجال فقط وفي أياديهم عصي طوال تدل على السلاح وتتماشى مع ايقاع البنادر المختلفة.
فما هي فوائد الرقص الجماعي؟
من فوائد الرقص الجماعي أنه يحمي الجسمَ من الكثير من الأمراض، كمرض السكر والضغط؛ وذلك لأنّه ينشّطُ أعضاءَ جسم الإنسان كافّة، ولا سيّما الدورة الدمويّة، كما أنه يخفّفُ الوزن بشكلٍ سريع؛ وذلك بسبب حرقِ كميّة كبيرة من الدهون والسعرات الحراريّة في الجسم، ويخلّصُ أيضا الجسمَ من الاكتئاب والتوتر؛ نظراً لوجود الموسيقى التي تصيبُ الشخص بالفرح والسعادة، الأمر الذي يجعلُ الجسم يفرزُ هرمون السعادة (الأندروفين).
إضافة إلى ذلك فهو يسهّلُ عمليّة الولادة للنساء الحوامل، وذلك من خلال القيام بالكثير من الحركات التي تساعدُ الجنين على التحرّكِ بشكلٍ صحيح داخل بطن أمّه. يحفّزُ الدماغ وينشّطه، الأمر الذي يرفعُ نسبةَ ذكاء الشخص ويحسّن قدراتِه العقليّة، ويزيد ليونة الجسم بشكلٍ كبير وسريع، وأيضا جاذبيّة المرأة، ويحسّن عمل الجهاز التنفسيّ اكونَه يزيدُ نسبةَ الأكسجين الداخلة إلى الجسم.
وكخلاصة عامة يمكن القول بان رقصة تامويديت ستبقى رمزا من رموز التراث الشعبي بمنطقة تازناخت ويجب على الجمعيات من منظمات المجتمع المدني المحافظة عليها حتى لا ينقرض هدا الفن التراثي القديم.
التعليقات مغلقة.