بقلم الكاتب الفلسطيني/ بكر محمود اللوح
المظلوم والظالم في كفة الميزان سواء طالما الجلاد واحد والعصا غليظة والوجوه بغيضة والحكام منبطحين والشعوب مستسلمين والطريق كما كانت لبغداد سالكة فإنها اليوم إلى طهران تقترب جهوزيتها
كنا دائما نقول بأعلى صوتنا سوف نقرأ في الجريدة يوما يا بلادي أننا كنا خراف وكنا نقول سوف يجف هذا النفط فوق جلودنا ونودع السبع السمان ونلتقي ألفا عجاف ولم يسمع صوتنا أحد
وكنا نقول دائما أن أصوات الحق أصبحت من ظلم الحكام مثل صوت الزراف وحذرنا كثيرا في مقالاتنا أن التاريخ سيحاكم حكام العروبة كلها وسينزع الإظفار منهم في سبيل الإعتراف
فكانت النتيجة العراق دُمر والرئيس شُنق والثروات نُهبت ولا يزال وليبيا دُمرت والرئيس قُتل والثروات نُهبت ولا تزال وسوريا دُمرت والثروات في شمالها نُهبت والرئيس رمى بنفسه في أحضان الروس والفرس والبقية تأتي واليمن دُمر والرئيس قُتل والثروات نُهبت وهناك من تم إعتقاله وهناك من هرب
وهذا كله ليس بجديد
ولكن الجديد في الأمر أولئك الذين جاؤا على ظهر دبابات الظلم والقهر والدمار والإستعباد الذين ساهموا في تدمير بلدانهم أين هم الآن والأرض ما زالت تُغتصب والثروات تُنهب وفوق ذلك التغلغل الشيعي الصفوي الذي يعمل على تشكيل هلال شيعي من باب المندب جنوبا وحتى الجنوب اللبناني غربا تحت شعارات زائفة كمحور المقاومة وتحرير فلسطين.
والشعوب العربية المغلوب على أمرها من حكامها لا تزال نائمة وصوتها خافت لا يرقى إلى الحد الأدنى من النهوض الوقوف في وجه الظلم والظلام ولا يزال المد الشيعي الصفوي يزداد توسعا وخطورة على المنطقة بأكملها
والخطير في الأمر تلك الأوضاع الأمنية الساخنة التي تواجه المنطقة العربية وخاصة الخليجية منها والتي ستدفع الثمن باهظا في حال وقعت الواقعة
الأخطر من ذلك هي الأصوات النشاز التي تُسمع من هنا وهناك تلك التي تؤيد الظالم على المظلوم من أجل حفنة من المال الملطخ بدماء الأبرياء في تلك البلدان الواقعة تحت مرمى النيران
ولذلك دائما قراءة ما بين السطور تُوصل القارئ إلى الحقيقة لأن الكل يعلم أنه لا للتوضيح أكثر من ذالك ومن هنا نعتقد أن الأمور تتجه إلى ما كنا دائما نتكلم عنه من التدمير والعبودية الصهيو أمريكية
الوضع اليوم جد خطير حتى لو لم تنشب الحرب لأن الحصار الإقتصادي وفرض حالة التجويع ستؤدي إلى المزيد من التفكك والهيمنة الغربية على المنطقة الخليجية تحديدا لنهب البترول العربي وسيصبح حكام العرب سماسرة أو مقاولون في البيت الهالك هناك بعيدا
وأخيرا فإن على الحكام العرب وعندنا أيضا أن يلتفتوا إلى شعوبهم بدلا من الهرولة وتقبيل الأيادي للمحافظة على عروشهم وحكمهم الرشيد وليعلموا أنهم أمام خطر مزدوج يلفهم من كافة الجهات وليس أمامهم إلا العودة إلى شعوبهم فليس لهم نجاة ولا مفر إلا أحضان شعوبهم
وإن لم ينتهوا عما هم فيه فإن المنطقة الخليجية على وجه الخصوص ستُنهب ثرواتها دون رقيب أو حسيب لأن الخطر الشيعي والمد الصفوي ربما يغير معه الخارطة السياسية في المنطقة وعلى رأي المثل القائل ( لا يعمي العين إلا الدخان القريب )
وختاما نتمنى من الله العلي القدير أن يعم السلام والأمن والإستقرار في منطقة الخليج العربي والتي تقع على فوهة بركان قوي لو ثار سيدمر المنطقة العربية المحيطة بالكيان الصهيوني وعندها سنرى أين محور المقا و مة.
التعليقات مغلقة.