قد تصاب، قد تقتل، قد تحيا، قد تموت، هي مأساة وملهاة بلغة الإغريق في التراجيديا الخالدة، لا فرق بين المسافتين، لكن البوابة تبقى واحدة بوابة الكرامة الفردية والكرامة الإنسانية، أن أكون ليس معناه أن استفيق وأنام وأن آكل وأذهب للمرحاض، لكن الوجود إمكان وإعلان ميلاد لحظة فردية أو لحظة شعب، تلك هي قوة المقاومة الفلسطينية وأساس عزتها وغناء روافدها المتعددة، وثمار جهد رجال صدقوا الواجب بالوفاء والإخلاص من أجل نيل الشهادة أو النصر في ساحة الوغى.
قضى عنترة زمنا يتغنى بالوغى ويطلب عبلة ولكن في النهاية أضاع عبلة وحياته فتحولت لغة الحرية الفردية إلى ذمار ذاتي.
من هاته المعاني نستنبط معنى القضية، أن أكون معناه أن الحضور الإيجابي في ساحة الشرف والوفاء والدفاع عن العرض والهوية، وهو ما جسده مقاوموا غزة الأشداد الذين صنعوا بالوعي بالحق أسطورة أرعبت العدو رغم قلة العتاد، هو المفتاح الموصل لجنة النصر والرضى الإلهي.
رغم قلة العتاد إلا أن الإرادة كانت وهي الآن وستظل أقوى وأشد، متفجرة في وجه كافة المتبطات العروبية والإسلاموية ، ليصنعوا التاريخ ليس من تخاريف دونكيشوط ولكن من صبر أيوب وصبر وإصرار سيزيف وعزمه الذي لا يلين لإيصال الصخرة إلى جبل أولمب.
وفي سبيل هذا الهدف دكوا العدو والمستوطنات واطاحوا برؤوس زعماء الأيام السبعة الذين استأسدوا على إدارة الأنظمة، ولكنهم انبطحوا أمام إرادة شعب قال كلمته ومضى.
التعليقات مغلقة.