مواد غذائية فاسدة تهدد صحة المجتمع: خطر يلوح في أفق ولاد طيب
بقلم: الأستاذ محمد عيدني
تعتبر ولاد طيب، إحدى المناطق النابضة بالحياة بعمالة فاس، مركزًا اجتماعيًا واقتصاديًا مهمًا، إذ يكتظ سكانها بالأسواق والمحلات التجارية التي توفر لهم مختلف أنواع السلع الاستهلاكية. ومع تزايد معدلات استهلاك المواد الغذائية، يبرز خطر جديد يتربص بالصحة العامة: المواد الغذائية الفاسدة.
تشير التقارير إلى أن مجموعة من المنتجات، لا سيما التشيبس والمشروبات الغازية والحلويات، تتصدر قائمة السلع التي تفتقر إلى المعايير الصحية المطلوبة. يُعتبر هذا الأمر مثار قلق بالغ بين السكان، نظرًا لما تحمله هذه المنتجات من مخاطر صحية تهدد حياة الأفراد، وخاصة الأطفال الذين يستقطبون هذه الأنواع من الأغذية الضارة.
غياب المراقبة: التحدي الأكبر
تتجلى المشكلة الرئيسية في ضعف المراقبة على المنتجات الغذائية في الأسواق. حيث تُظهر شكاوى المواطنين أن هناك نقصًا في التفتيش الدوري الذي يُفترض أن تقوم به السلطات المختصة. إن غياب الرقابة الفعالة يساهم في استمرار عرض منتجات منتهية الصلاحية أو فاسدة، مما يجعل المستهلك ضحية لهذا الإهمال.
من الضروري أن تُعزز المؤسسات الحكومية من دورها الرقابي، من خلال تنظيم حملات تفتيش شاملة، وتفعيل العقوبات ضد المخالفين. كما يجب تطوير آليات تمكن المواطنين من الإبلاغ عن تلك المخالفات بشكل سهل وسريع.
تعزيز التوعية المجتمعية
إن تطوير ثقافة الوعي بين المواطنين يعد جزءًا لا يتجزأ من مكافحة هذا الخطر. يجب على التوعية أن تشمل كيفية التعرف على المنتجات الفاسدة، وأهمية قراءة الملصقات بعناية، والابتعاد عن الأغذية التي تحمل علامات تدل على انتهاء صلاحيتها. كما أن إدراج موضوع سلامة الغذاء ضمن المناهج الدراسية يمكن أن يساهم في بناء جيل واعٍ ومتعلم بشأن المخاطر الغذائية.
تعزيز التعاون بين الأطراف المعنية
على الجهات المعنية، سواء كانت حكومية أو مؤسسات غير حكومية، أن تعمل معًا من أجل إيجاد حلول فعالة لهذه المشكلة. من خلال التعاون مع المجتمع المحلي، يمكن تبادل المعلومات وتعزيز برامج التثقيف حول سلامة الغذاء.
إن تحقيق الأمن الغذائي في ولاد طيب يتطلب جهودًا متواصلة وتعاونًا من الجميع. فالحفاظ على صحة المواطنين هي أولوية يجب أن تكون دائمًا في مقدمة اهتمامات الهيئات المختصة. لذا، يجب أن يتحرك الجميع، من مسؤولين وسكان، لمحاربة المواد الغذائية الفاسدة وإرساء قواعد سلامة الغذاء، وذلك حفاظًا على الصحة العامة وضمان حياة كريمة للجميع
التعليقات مغلقة.