أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مواكبة للمسيرات التضامنية الدولية مع أهلنا في غزة المنكوبة، وحرب دولية تقرع أجراسها جامعات سويسرية تقطع علاقاتها مع جامعات عبرية عريقة !!

مصطفى محمد حابس: جينيف / سويسرا.

أصوات من الرباط

ونحن نرقب الاحداث مكتوفي الايدي – في هذه الساعات – ونيران الحرب الظالمة، تقرع أجراسها أيادي الغدر الإسرائيلية تدعمها جهارا نهارا، أمريكا و حلفائها في الغرب كما في الشرق، على دولة مسلمة ذات سيادة مثل جمهورية إيران، و قبلها ضربت و لا زالت تضرب شعوبا مسلمة أمنة في لبنان و اليمن و العراق و سوريا و…
وأمام هذه الفواجع المتوالية، نتوقف مع هذه المسيرات التضامنية الدولية الرمزية مع قطاع غزة و أهلنا في فلسطين عموما، في إطار فعالية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع والمطالبة بوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقد أوضح لنا – منذ أيام – ممثلو هذا التحالف الرئيسي المنظم للمسيرة، والذي يحمل اسم “المسيرة العالمية إلى غزة”، أن له ممثلين في غالبية دول أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، إضافة إلى دول عربية وآسيوية، ما يعكس الزخم الدولي المتنامي لدعم القضية الفلسطينية العادلة.

ويشارك في المسيرة آلاف المتضامنين من عشرات الدول العربية والغربية، يخططون للوصول إلى حدود غزة عبر معبر رفح البري مع مصر، لإدخال مساعدات إنسانية رمزية والتعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني المحاصر ظلما و عدوانا.

ومن المقرر أن تتجمع القوافل المشاركة في القاهرة ، إذا سمحت لها السلطة المصرية، قبل الانطلاق المبرمج جماعيا إلى مدينة العريش شمال شرقي مصر، ثم متابعة المسير سيرا على الأقدام نحو معبر رفح الحدودي مع غزة، حيث يخطط لإقامة خيام احتجاجية، بحسب منظمي الفعالية .


و للإشارة كما هو معلوم، فإنه منذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل – بدعم أمريكي غربي- إبادة جماعية بغزة لا سابق لها، تشمل قتلا و تجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية و”أوامر” محكمة العدل الدولية و أحرار العالم بوجوب بل وضرورة وقفها عاجلا!!.
وخلفت هذه الإبادة ، كما هو معلوم رسميا أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال وشيوخ، فضلا عن دمار واسع شامل على كافة الاصعدة.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة تحديدا منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم ومحلات إقامتهم.. طيلة هذه السنوات أو أكثر من ذلك أو أقل قليلا، حسب تشابك علاقات الدولة العبرية و دول المنتظم الدولي الغربي، خاصة الدول الداعمة و الممونة لها في كافة الشؤون الاقتصادية و التنموية و العسكرية و حتى البحثية و الرياضية، فإسرائيل رغم تواجدها في الشرق الأوسط، إلا أنها تعامل على أنها دولة غربية أوروبية بامتياز، بل أحيانا تكون لها الأولوية والسبق حتى على العديد من الدول الأوروبية !!

لا يخفى على العام و الخاص منا، أنه في الجانب العلمي والتربوي ومخابر البحث، بل حتى في الشؤون العسكرية، صارت منذ عقود الجامعات العبرية، محط أنظار الأسر الجامعية في أوروبا على تعدد سياساتها، بل باتت من أكبر جامعات العالم تميزا و تفوقا علميا بحيث ترصد كل سنة ملايين الدولارات لكل جامعة، مما فتح أبواب تسهيل التعاقد البحثي بين الجامعات العبرية وكبرى الجامعات الأوروبية على تعدد لغاتها و سياساتها ومصادر تمويلها.

مع الحرب الظالمة على غزة، جامعات الأوروبية تعيد النظر في صفقاتها مع الجامعات العبرية !!

لكن مع بداية الحرب الأخيرة في غزة، بدأت بعض الجامعات الأوروبية تعيد النظر في بعض صفقات عقودها مع الجامعات العبرية، منها هذا الأسبوع تحديدا، هناك عدد من كبرى الجامعات السويسرية بدأت في فسخ عقودها مع إسرائيل، حيث أعلن رئيس جامعة لوزان السويسرية يوم الخميس 12 جوان الجاري، إنهاء جزء من شراكة جامعته مع الجامعة العبرية في القدس، وذلك استجابةً لمطلب الحركة الاحتجاجية المؤيدة للفلسطينيين داخل جامعة لوزان السويسرية، منذ أسابيع. وأوضح فريدريك هيرمان ، رئيس الجامعة السويسرية، في مقابلة مع صحيفة “24 ساعة” السويسرية: “إن موقف سلطات الجامعة العبرية في القدس (المحتلة) من القضايا القانونية والأخلاقية التي أثارتها الحرب الظالمة الحالية في غزة يختلف عن التزام الجامعة” !!

 

وأضاف رئيس الجامعة السويسرية، التي تحتضن أكثر من 17 ألف طالب، أن الوضع في المدة الأخيرة صار واضحا جليا، بحيث صرنا نلاحظ هذه الاختلافات الجوهرية مع المتفق عليه بين جامعاتنا، على ثلاثة مستويات: احترام القانون الدولي، والالتزام المدني للجامعة، المنصوص عليه في مواثقنا، والعناية الواجبة في تقديم المساعدة في مواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، اليوم ( في غزة )”، رغم ذلك، ترغب إسرائيل في “الحفاظ على التعاون” بين الباحثين من المؤسستين!!. وأكد رئيس الجامعة، بقوله: “في هذه النقطة، يبقى موقفنا ثابتًا تمامًا، لدولة محايدة مثل سويسرا”.

وهكذا، تكون جامعة لوزان قد حذت حذو شقيقتها السويسرية الأخرى جامعة جنيف، التي انفصلت هي الأخرى الأسبوع قبل الماضي، عن إحدى أعرق الجامعات في الشرق الأوسط، الجامعة العبرية في القدس، واختصارها عادةً ( هـ. يو. جي. إ )، مع وجود غالبية الحرم الجامعية في مدينة القدس، وهي واحدة من الجامعات الرائدة في إسرائيل. و قد تأسست عام 1918 وافتُتحت عام 1925 بحضور العديد من الشخصيات اليهودية البارزة تاريخيا، منهم الفيزيائي النووي ألبرت أينشتاين، والمحلل النفسي سيغموند فرويد، والممول والزعيم السياسي الصهيوني حاييم وايزمان، والفيلسوف واللاهوتي والمربي مارتن بوبر، بالإضافة إلى ممثلين عن الحكومة البريطانية أيامها والطوائف الدينية اليهودية والمسلمة والمسيحية في فلسطين الانتدابية. إذ تُعد الجامعة تاريخيًا ثاني أقدم جامعة من بين جامعات إسرائيل الثماني، حيث افتُتحت بعد عام واحد من معهد إسرائيل للتكنولوجيا، الذي تأسس عام 1912 وافتُتح عام 1924 في حيفا، بفلسطين المحتلة.

حراكًا طلابيًا كبيرًا انهى الشراكة مع أبرز الجامعات الإسرائيلية

عموما حسب تصريح رئيس جامعة لوزان، فقد وُقّعت اتفاقيتين مدتهما خمس سنوات في عامي 2021 و2022 بهدف تسهيل التبادل الطلابي. لكن السيد هيرمان يُشير إلى أنه “لم يسبق لأي طالب من جامعة لوزان” أن زار الجامعة الإسرائيلية الرائدة وعلى غرار الجامعات الأمريكية الكبرى والجامعات الأوروبية الأخرى، شهدت جامعة لوزان حراكًا طلابيًا كبيرًا يطالب بإنهاء شراكتها مع إحدى أبرز الجامعات الإسرائيلية بسبب حرب الإبادة في غزة. وينفي البروفيسور هيرمان تأثير حركة الاحتجاج على القرار، قائلاً: “لم نلبِّ مطالبهم، لكننا شككنا في تقييم تعاوننا الدولي.. !!”

وعندما اتصلت وكالة فرانس برس الفرنسية بالجامعة العبرية في القدس، لم تُعلّق فورًا، هذه الأخيرة لحاجة في نفس يعقوب!!.

وقد استنفرت الحركة الطلابية الاحتجاجية في سويسرا دعما لغزة في المادة الأخيرة، أين “كثفت إسرائيل هجومها على قطاع غزة في منتصف شهر مايو، بهدف معلن هو تحرير آخر الرهائن المختطفين في السابع من أكتوبر 2023، والسيطرة على كامل المنطقة الصغيرة الواقعة بين إسرائيل ومصر والبحر الأبيض المتوسط، وتدمير حماس التي استولت على السلطة هناك في عام 2007.”، على تعبيراتها الاخيرة…

هذا و للحدث بقية، إن كانت لهذه الأعمار بقية، داعين الله سبحانه وتعالى أن يلطف بعباده الذين اصطفى في مشارق الأرض و مغاربها، إنه نعم و نعم النصير!!.

التعليقات مغلقة.