أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

موجة حر غير مسبوقة تهدد القطاع الزراعي المغربي وتتصاعد معها تحديات المياه

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

شهدت العديد من مناطق المغرب ارتفاعات قياسية لدرجات الحرارة، تجاوزت 46 درجة مئوية في بعض المناطق، مسجلة ارتفاعات غير معتادة تتراوح بين 10 و15 درجة فوق المعدلات الموسمية، في ظل استمرار موجة الحر لأسابيع.

ويحذر خبراء الفلاحة من أن هذه الظاهرة المناخية المتطرفة تشكّل تهديدات خطيرة على الإنتاج الزراعي، خاصة مع استمرار الجفاف للسنة السابعة على التوالي. وتؤثر موجات الحر المفاجئة بشكل مباشر على سلاسل الإنتاج، خاصة الأشجار المثمرة والخضروات التي تمر بمراحل حاسمة من النمو، مع تزايد خطر تلف المحاصيل وتراجع جودة المنتج من حيث الحجم والطعم والمظهر.

وفي ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يسرع نضوج الثمار بشكل غير طبيعي، الأمر الذي قد يؤدي إلى خسائر كبيرة إذا استمرت موجة الحر لأكثر من أسبوع، إذ لا تقتصر التداعيات على الزراعة التقليدية فحسب، بل تمتد إلى الزراعة المغطاة التي تعتبر أحد الحلول لمواجهة التقلبات المناخية وتفقد فعاليتها تحت الإجهاد الحراري الشديد.

وفي سياق متصل، يواجه القطاع ضغطا متزايدا على موارد المياه، مع ارتفاع الطلب على مياه السقي بشكل يفوق ثلاثة أضعاف المعدلات المعتادة، ما يزيد من تفاقم نقص الموارد المائية المتدهورة أصلا. وتبرز الحاجة الماسة لتبني استراتيجيات مستدامة تشمل توسيع نظم الري بالتنقيط، واستخدام أصناف مقاومة للجفاف، وتطوير بنيات التخزين والتوزيع.

وتؤكد التحديات المناخية المتكررة هشاشة المنظومة الفلاحية في المغرب، إذ تتصدى لآثار تغير المناخ، وسط غياب حلول تأقلم فعالة على نطاق واسع. وتدعو الحاجة إلى إصلاحات هيكلية للقطاع الزراعي، تراعي قضايا الاستدامة والنجاعة المائية، لضمان مستقبل زراعي أكثر مرونة واستدامة أمام التحديات المناخية المتزايدة

التعليقات مغلقة.