أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مولاي عبد الله ابراهيم :مفكر سياسي يعرفه التاريخ على كل لسان

بقلم – علي هرماس

مفكر سياسي، رئيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (المنسق عن حزب الاستقلال )، عرف بالرزانة السياسية والحنكة والنبوغ الفكري والإنتاج الفلسفي، اعتبر من ذاكرة الفكر السياسي المغربي الذي تم التكتم عنه بالصمت، تقلد عدة مناصب ووشح بعدة اوسمة. 

ولد سنة 1918 بتامصلوحت ناحية مراكش، حيث ترعرع بوسط عائلي بسيط، التحق بـالكتاب القرآني قبل ولوجه مدرسة ابتدائية حرة أنشأها الباشا الكلاوي سنة 1922، في الثلاثينات أصبح معلما بإحدى المدارس بمراكش، ثم تابع دراسته العليا بجامع ابن يوسف الذي درس به على يد شيخ الإسلام محمد بلعربي العلوي، حيث نال شهادة العالمية في سنة 1945 تحت إشرافه، ثم التحق بفرنسا لاستكمال تكوينه العالي بجامعة السوربون ومعهد الدراسات الشرقية بباريس، انه الوطني الصادق مولاي عبد الله ابراهيم وان طاله النسيان، فجليل أعماله خلدت طيب ذكره للتاريخ على كل لسان.

بعد ذهاب عبد الله إبراهيم إلى باريس غالبا ما كان يقضي نهاية الشهر في ظروف جد قاسية، عاش في محل اقتناه عبد الهادي الديوري لجعله رهن إشارة الطلبة المغاربة، وبه قطن عبد الرحمن اليوسفي وامحمد بوستة وأحمد العلوي بنجلون والمهدي بنعبود وغيرهم، هناك احتك عبد الله ابراهيم بمجموعة من التيارات الفكرية اليسارية والوطنية، مكنته من بلورة نموذج فكري يزاوج بين ما راكمه كثقافة عربية اسلامية، وانماط الفكر الغربي التي تدعو لاستخدام العقل والاحتكام للمنطق، جاء ذلك في كتابه “الإسلام في أفق سنة ألفين” الذي يعتبر قراءة تدعو إلى أن يتبوأ العقل درجة من التقدير والاحترام، تسمح بالتجديد والاجتهاد وتخويل النصوص جميع الدلالات التي تستلزمها  دينامية تطور المجتمع، كما ساهم في التنسيق بين الحركات الوطنية المغربية والمغاربية، وإرساء الدولة الوطنية التي من شأنها احتضان الفاعل السياسي والمجتمع المدني، تجربة ظلت تراوده كأمل وطموح حاول تنزيلها بالمغرب.

قال عنه محمد الحبيب الفرقاني بهذا الخصوص، “لقد ذهب أستاذنا إلى فرنسا شخصا معينا، ليعود منها شخصا آخر في أفكاره وتوجيهاته ومنهجياته، مما أسدى لنا جميعا خدمات شتى في مختلف فروع المعرفة”، وكان من مآخذ عبد الله ابراهيم على حزب الاستقلال وقيادته بعد مغادرته الصف الحزبي من دون قطيعة سياسية، ضعفه الفكري وافتقاره لرؤية واضحة المعالم بعيدا عن هيمنة منطق “الزاوية” في العمل التنظيمي.

 

التعليقات مغلقة.