صنفت فرنسا، الثلاثاء، الجزائر بأنها “بلد غير آمن”.
ونشرت وزارة الخارجية الفرنسية تقريرا وضع الجزائر في قائمة الدول التي “لا ينصح للفرنسيين بزيارتها”.
كما صنف التقرير الجزائر ضمن بؤر التوتر في العالم العربي وهي ليبيا والعراق وسوريا.
ووصفت مصادر جزائرية هذا التصنيف بـ”الخطير”، مشيرة إلى أنه يتعارض مع حقيقة الأمر “لأن الوضع في الجزائر أحسن بكثير من الدول الثلاث المذكورة، وأيضا تعيش الجزائر استقرارا ملحوظا في وقت شهدت فيه فرنسا العديد من الاعتداءات الإرهابية المتكررة التي تتجاوز بفارق واسع الجزائر”.
وحددت باريس قسما كبيرا من المناطق الجزائرية، في تقريرها، ضمن “الخانة الحمراء” التي تعني “لا ينصح بزيارتها مطلقا”.
ووضع التقرير إشارة باللون البرتقالي تدل على أن هذه الأجزاء من الجزائر لا ينصح بزيارتها إلا للضرورة.
وأثار تقرير الخارجية الفرنسية استياء أوساط جزائرية واسعة خاصة لأن صدوره كان بعد 4 أشهر فقط من إعلان إقرار بريطاني بأن الجزائر أصبحت من بين بلدان المغرب العربي وأفريقيا الأكثر أمنا. وأعلنت المؤسسة البريطانية “ترافل أدفايس”، في أبريل الماضي، أن الجزائر هي “الأكثر أمنا”، مقارنة بفرنسا التي شهدت 16 اعتداء إرهابيا هذا العام.
وقال مراقبون رغم نجاح الجزائر في تحقيق إنجازات ضمن مجالات معينة من بينها المجال الأمني، فقد نشرت الخارجية الفرنسية تقريرا “لم تقم بتحديثه منذ 2014”.
وطرح توصيف فرنسا للجزائر بأنها “بلد خطير”، تساؤلات عديدة بخصوص الغايات من هذا التصنيف ومدى جديته.
وقال متابعون إن الموقف الفرنسي يرتكز على “مبررات غير موضوعية وغير منطقية”.
وتدل مؤشرات عديدة على توتر العلاقة بين الجزائر وبلدان أوروبية، خاصة فرنسا، برزت ملامحها من خلال ما سببه تأخير منح تأشيرة الدخول إلى فضاء الاتحاد الأوروبي (شينغن) للجزائريين.
وتدرس وزارة الخارجية الجزائرية احتمال تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع البعض من البلدان الأوروبية بخصوص منح تأشيرة الدخول إليها.
وتسعى السلطات الجزائرية إلى تحديد عدد مواطني دول الاتحاد الأوروبي الذين سوف يسمح لهم بالحصول على تأشيرة الدخول إلى الجزائر عملا بمبدأ المعاملة بالمثل.
ويأتي الخبر في إطار تداعيات تأخر دول أوروبية في منح تأشيرات لمواطنين جزائريين بعد قرار بتحديد أعداد هؤلاء عند سفرهم إلى بلدان أوروبية خاصة فرنسا.
وقالت مصادر صحافية إن وزارة الخارجية الجزائرية استفسرت لدى سفارات دول أوروبية حول أسباب التأخر الذي تم تسجيله في معالجة طلبات تأشيرات شينغن والرد عليها.
وطالبت الخارجية الجزائرية بتقديم تفاصيل أدق من السفارات المعنية بخصوص تأخر منح وصدور تأشيرات الدخول إلى الدول الأوروبية والذي أصبح يشكل مشكلة حقيقية للجزائريين.
وتلقت الخارجية شكاوى عديدة من مواطنين جزائريين ينتظرون منذ أشهر عديدة الحصول على تأشيرات الدخول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.
وقالت بلدان أوروبية، من بينها فرنسا وإسبانيا بشكل خاص، إن التأخر في الرد يعود في الأساس إلى تلقي عدد كبير من طلبات الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، وقد تزامن ذلك مع إقرار إجراءات أمنية مشددة عقب هجمات إرهابية دامية شهدتها دول أوروبية عديدة.
التعليقات مغلقة.