ندوة بدوسلدورف تسلط الضوء على الديناميات التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبي
جريدة أصوات
دوسلدورف – شكلت الديناميات التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية محور أشغال ندوة نظمت، أمس السبت بمدينة دوسلدورف غرب ألمانيا، حول “المبادرات الجيوسياسية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجالات التنمية والسلم والتعاون الدولي”.
وتندرج هذه الندوة الدولية، التي بادر إلى تنظيمها المجلس الفيدرالي الديمقراطي المغربي الألماني، في إطار سلسلة لقاءات مخصصة لأبرز الأولويات الوطنية، حيث سلطت الضوء على الأوراش التنموية الكبرى التي أطلقها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، لاسيما في الأقاليم الجنوبية.
كما شكل اللقاء مناسبة لبحث التحولات الجيوسياسية الأخيرة المرتبطة بقضية الصحراء المغربية، وكذا الدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء ولسيادة المملكة على كامل ترابها، في سياق يواصل فيه المغرب تحقيق المكاسب وتعزيز تموقعه الإقليمي.
وقد أجمع المشاركون، ومن ضمنهم عدد من الأساتذة الجامعيين والشخصيات السياسية الألمانية، على الإشادة بالتحولات العميقة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبنيات التحتية، مؤكدين أن هذه الأقاليم تعرف نهضة شاملة وتتوفر على مؤهلات اقتصادية مهمة، ما يجعلها وجهة جاذبة للاستثمارات الدولية.
وحظيت المبادرة الأطلسية، التي أطلقها جلالة الملك، بتنويه خاص، بالنظر إلى رؤيتها الإفريقية الطموحة لتحقيق الازدهار المشترك والتنمية المتضامنة، حيث اعتبرها عدد من المتدخلين مقاربة جيوسياسية جريئة لتعزيز اندماج وتنمية إفريقيا الأطلسية.
وفي كلمة له خلال الندوة، أكد رئيس المجلس الفيدرالي الديمقراطي المغربي الألماني، علي السعماري، أن قضية الصحراء المغربية تعد أولوية وطنية كبرى، مشددا على أن اهتمام المشاركين الأوروبيين بهذه الندوة الأولى يعكس الوعي المتزايد بأهمية هذا الملف داخل الساحة الأوروبية.
وفي هذا الإطار، أبرز السيد السعماري الدور المحوري الذي تضطلع به الجالية المغربية المقيمة بألمانيا، والتي ساهمت منذ الرعيل الأول في توطيد العلاقات بين البلدين، وتمكنت من إثبات حضورها في مجالات متعددة بفضل كفاءاتها ومواهبها.
وتطرق رئيس المجلس أيضا إلى الفرص التي تتيحها استضافة المغرب المشترك لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، معتبرا إياها مناسبة سانحة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع ألمانيا، خاصة في مجالات البنيات التحتية والطاقة والاستثمار.
من جهتهم، عبر عدد من رجال الأعمال الألمان، خصوصا في مجالي الطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي، عن رغبتهم في الاستثمار بالمغرب، لاسيما في الأقاليم الجنوبية، وتوسيع أنشطتهم بهذه الأقاليم الواعدة.
أما الأكاديميون، فقد أكدوا خلال هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة واسعة لأفراد من الجالية المغربية المقيمة في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا، على أهمية إرساء شراكات أكاديمية وبرامج للتبادل بين الجامعات المغربية والألمانية، قصد تسهيل تنقل الطلبة وتعزيز التعاون العلمي.
وقد تميزت الندوة بتقديم كتاب “الصحراء المغربية: أرض النور والمستقبل” للأكاديمي السويسري الفرنسي، جان ماري هيدت، والذي تناول فيه الجذور التاريخية لارتباط الصحراء المغربية بسياقها الوطني، وكذا الدينامية الاقتصادية المتسارعة التي تشهدها المنطقة.
التعليقات مغلقة.