استعرض المشاركون في ندوة دراسية وطنية ، نظمت مساء الاثنين بمدينة أصيلة، أهم مظاهر التقدم والتطور و المكتسبات والإنجازات التي حققتها المملكة المغربية في مختلف المجالات على مدى 25 سنة من تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.
وتناولت هذه الندوة ،التي نظمتها مؤسسة منتدى أصيلة، بمشاركة خبراء ووزراء حاليين وسابقين ، ربع قرن من الإنجازات والمكتسبات والمشاريع التي جعلت من المملكة، تحت رعاية جلالة الملك، مركزا إقليميا هاما، وفاعلا قاريا ومتوسطيا أساسيا ، سواء على المستوى الدبلوماسي، أو على مستوى الشراكات التي أقامتها المملكة والأسس التي عززت الصرح الديمقراطي المغربي .
وبالمناسبة ، أبرز رئيس مؤسسة منتدى أصيلة محمد بنعيسى، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش المجيد ، أعطى دفعة جديدة للدبلوماسية المغربية ووتيرة متواصلة في حركيتها وأسلوب عملها، كما أن هذا النفس امتد الى منهجها الجديد الذي حدده جلالته لبلوغ الأهداف المرسومة لها ،مضيفا أن الرؤية الملكية إزاء القضايا الاستراتيجية أرست دبلوماسية الحزم والحكمة والواقعية بكل ما يعنيه من حزم ثابت في الدفاع عن مصالح المغرب وحقوقه وصورته ،وفي المقدمة قضية الوحدة الترابية .
كما أبرز السيد بنعيسى .أن الرؤية المستنيرة لجلالة الملك، ارتكزت على مبادئ التعاون والشراكة والاحترام المتبادل، من أجل بناء علاقات متوازنة ومفيدة للمغرب وشركائه.
وأكد أن المغرب تمكن بفضل رؤية جلالة الملك البعيدة النظر وقيادته ومبادراته الديبلوماسية من فتح بوابات جديدة على العالم وجعل من الجاذبية الجديدة لصورة المغرب حافزا قويا ، مشددا على أن المقاربة الاستراتيجية للمملكة تتميز بالتزامها بقيم السلام والأمن والتنمية المستدامة والتقدم ، مما يسمح للمملكة بلعب دور مهم على الساحة الدولية.
وأضاف أن الاستراتيجية التي اعتمدتها المملكة، والتي تقوم على دعم الشراكات والعلاقات الثنائية مع الدول الأساسية، حققت نجاحا في مجالات مختلفة، مثل الاقتصاد، ومختلف مشاريع التعاون جنوب-جنوب، والسياسة، وتوسيع آفاق التعاون بين بلدان الجنوب ،مما عزز من حجم و منسوب الثقة بين المغرب والشركاء الدوليين ووطد علاقات عميقة بشكل خاص مع دول القارة.
من جانبه، قدم وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، تحليلا كرونولوجيا للإنجازات التي حققتها المملكة المغربية منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين ، مذكرا بأن جلالة الملك، منذ خطابه السامي الأول، تحدث عن طريقة جديدة في تدبير الشأن العام والحكم وإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة، مما سمح للمملكة بالتصالح مع ماضيها والتمكن من وضع أسس متينة لمستقبل أفضل.
وتابع السيد وهبي أنه بعد ذلك، وتحت قيادة صاحب الجلالة، دخلت المملكة مرحلة هامة من التنمية الاقتصادية مع إطلاق مشاريع هيكلية كبرى، مثل البنيات التحتية للطرق وميناء طنجة-المتوسط، مضيفا أن هذه الانجازات الكبيرة واكبتها تطورات سياسية كبيرة ، بما في ذلك الإصلاح الدستوري وتوفير مؤسسات جديدة للحكامة ، وكذلك مكتسبات اجتماعية، مع إرساء قواعد الحماية والرعاية الاجتماعية والتأمين الصحي للجميع.
أما مداخلة السفيرة والوزيرة السابقة نزهة الشقروني، فركزت على الإنجازات التي حققتها المملكة في النضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، والذي بدأ بانضمام المغرب إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، لتتواصل بوضع مدونة الأسرة التي كرست حقوق المرأة.
وأضافت أن المملكة تواصل العمل على تحقيق المساواة بين الجنسين، من خلال اعتماد القوانين المتعلقة بالوقاية من العنف ضد المرأة ومكافحته، فضلا عن مراجعة المدونة بهدف تحديثها وتصحيح أي قصور قد يكون موجودا.
وخلصت المداخلات الى أن كل هذه الانجازات النوعية التي حققها المغرب ، على مدى ربع قرن من حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، مكنت المغرب من أن يخطو خطوات بأمان وعزيمة وتفاؤل نحو المستقبل بفضل مبادرات جلالته التي لم تترك مجالا إلا وغرست فيه تبتة التجديد والتحديث والإنماء .
التعليقات مغلقة.