أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

إقامة ندوة وطنية حول شاعر الحمراء بمراكش

بدار الشعر بمراكش تنظم كل من وزارة الشباب و الثقافة والتواصل، قطاع الثقافة وكلية اللغة العربية بمراكش وبيت الشعر في المغرب، الدورة الثالثة (3) للندوة الوطنية “مقيمون في الذاكرة”، بمساهمة النقاد “خالد بلقاسم” و”جليلة الخليع” و”سعيد العوادي” في مقاربة ذاكرة شاعر الحمراء “محمد بن ابراهيم” (1897-1955)، وذلك بمقر دار الشعر بمراكش (المركز الثقافي الداوديات)، يوم الجمعة 28 يناير 2022.

 

ندوة “مقيمون في الذاكرة”، هي سلسلة من الندوات المحورية السنوية، تخصص لمقاربة واستقراء ذاكرة الشعر المغربي، وتستقصي بعض التجارب الشعرية المؤسسة والرائدة، والتي شكلت أفق القصيدة المغربية الحديثة ورسخت خصوصيتها، وأيضا الى إثارة القضايا الجوهرية والمركزية التي تهم الخطاب الشعري بالمغرب. وإذا كانت الدورات السابقة قد حفرت في تجربتي المعتمد بن عباد شاعرا والشاعر والناقد أحمد المجاطي، فقد اختارت هذه المرة، أن تفتح “ذاكرة شعرية متقدة لشاعر الحمراء” والتي لازالت الى اليوم تفتح مزيدا من الأسئلة في الخطاب الشعري المغربي، ومن خلال الكثير من الإصدارات لعل آخرها كتاب الناقد الألمعي أحمد اليابوري “في شعرية ديوان (روض الزيتون) لشاعر الحمراء”، محمد بن إبراهيم. وقد سبق للباحث أحمد الخلاصة أن أصدر كتاب “شاعر الحمراء في تاريخ الأدب المعاصر” (1987)، فيما تناول الروائي والقاص والكاتب عبدالكريم غلاب تجربة شاعر الحمراء في كتابه الصادر سنة 1982 بعنوان “عالم شاعر الحمراء”، دون أن نغفل الكثير من الدراسات والاشارات التاريخية الدالة (عبدالله كنون) وأخرون.

 

ثمانية وستون سنة مرت على رحيل شاعر الحمراء، محمد بن ابراهيم، والذي لقب بشاعر المغرب بل وشاعر افريقيا في ترسيخ لتميز تجربته الشعرية وفرادتها. يذكرنا الباحث الدكتور أحمد شوقي بنبين، في تقديمه ل”روض الزيتون” ديوان شاعر الحمراء، بمكانة الشاعر بن ابراهيم ضمن معاصريه من الشعراء والأدباء حيث ذاع صيته، من مسقط رأسه مراكش، الى أن فاقت شهرته مدن المغرب ودول المشرق. وطيلة ثلاثة عقود، عاش الشاعر الراحل مرحلة غنية بالأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية، وهو جعله يشغل الناس بشعره وأخباره.  لقاء “مقيمون في الذاكرة”، والذي يخصص للتجربة الشعرية لشاعر الحمراء محمد بن ابراهيم، يعرف مشاركة لفيف من الباحثين والنقاد المغاربة: الناقد الدكتور خالد بلقاسم سيتناول “الزمن الشعري في قصائد محمد بن ابراهيم”، أما الشاعرة والباحثة الدكتورة جليلة الخليع فاختارت مقاربة “الطرفة المراكشية في قصائد شاعر الحمراء”، فيما سيستقصي الناقد الدكتور سعيد العوادي “إنسانية شاعر الحمراء” من خلال قراءة نصية في قصيدة “اللهَ في البؤساء”. هي لحظة معرفية، يحاول من خلالها النقاد استقصاء تجربة هذا الشاعر الألمعي، وإضاءة الكثير من عوالم تجربته الشعرية والإنسانية، والتي لازالت حاضرة الى اليوم.

 

هذه الندوة العلمية، تسعى لتقريب الأجيال الصاعدة ومجموع الباحثين والطلبة، من تجارب مغربية رائدة وأجيال شعرية أعطت الكثير للشعر والأدب المغربي، وتندرج ضمن سلسلة الندوات التي تنظمها الدار لاستقصاء أسئلة وقضايا الشعر المغربي اليوم، وهو ما يفضي الى محاولة تبني خطاب جديد، يلامس عمق القضايا وحلحلة الأسئلة والتفكير في راهن الممارسة الشعرية. وأيضا مواصلة سلسلة النقاشات التي فتحتها دار الشعر بمراكش، مند تأسيسها الى اليوم، مركزة على عمق القضايا الجوهرية التي تهم القصيدة المغربية المعاصرة وأسئلة النقد الشعري. 

التعليقات مغلقة.