أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

نظرة المجتمع المغربي للسجين… أقسى من العقوبة التي قضاها بالسجن.‎‎

 أحمد أموزك

العقوبة الحبسية للأشخاص هي عقوبة إصلاحية من شانها أن تدفع المذنب عن الإقلاع عن خطأ وقع فيه، وأغلب العقوبات الحبسية تكون متعلقة بجرائم غير مقصودة، تعتبر عادية في أغلبها، مثل قضايا: {إصدار شيك بدون رصيد، أو حادث مرور أدى إلى إزهاق روح عن طريق الخطأ …إلخ } .

لكن من خلال تواصل جريدة ” اصوات ” ، بمجموعة من خريجي السجون بمنطقة الفداء مرس السلطان ، و قفنا  على أن المجتمع ينظر إليهم ، بعد قضاء عقوبتهم الحبسية ، بنظرة قاسية ، من احتقار و ذل ، و غالبا ما يفقدون وظائفهم ، و تحدث لهم الكثير من الازمات النفسية ، بسبب النظرة الدونية ، و رفض عودتهم العادية للمجتمع ليصبحوا فئة فعالة ، كغيرهم من أفراد المجتمع ، بعد ان اصبحت سمعتهم في الحضيض .

فمن خلال تواصل جريدة ” اصوات ” ، بقسم العمل الاجتماعي لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان ، وجدنا انه هناك برنامج لإعادة إدماج خريجي السجون ، عبر ” منصة الشباب ” ، ليتم إعادة تأهيل السجين لولوج المجتمع .

هناك مبادرة كانت قد أقدمت عليها وزارة العدل، عبر تقديم شهادة السوابق ” الفئة رقم 2 ” ، فارغة من السوابق العدلية ، لكن مؤخرا لما توجه مجموعة من خريجي السجون للمحكمة الزجرية قصد استخراج هده الوثيقة ، فوجئوا بانه لم تعد تمنح ، رغم ان القانون لايزال متضمنا به تمكين خريجي السجون منها ، قصد العمل .

بالإضافة إلى أننا نجد استياء و تذمر العديد من الأطفال، المتأثرين مما يقال عن أوليائهم المسجونين، مما يصبح الطفل إبن السجين، منزويا و متأثرا بنظرة المجتمع لوالده المسجون، ما يؤثر عن تحصيل التلميذ بشكل سلبي، و يخلق لنا شخصية هشة.

فللأسف تحول المجتمع المغربي، لا يرحم، و لا يسامح المذنب حتى إدا تاب، مما يدفع إلى جريمة ثانية و ثالثة، و هو مؤشرا سلبي للزيادة في تنامي الإجرام.

فما ضرورة يا ثرى التوبة مادام تغيير النظرة اتجاه السجين من المحال و ضربا من الخيال ، و على المجتمع المغربي بان يتقبل هده الشريحة و مساعدتها على الانخراط من جديد .

و على الجهات الوصية بتفعيل برامج إعادة تأهيل السجين، و التركيز على إصلاحه و تقبل توبته ، و تقبل هده الشريحة بصورة عادية .

 

التعليقات مغلقة.