أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

نقص الموارد والتحديات تؤثر على خدمات الصحة النفسية في المغرب: حالة فاس تكشف الواقع الصعب

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

شهد حي زواغة العليا بمدينة فاس تدخل السلطات المحلية لنقل مريضة نفسياً كانت تعيش في ظروف بالغة الصعوبة داخل مسكنها المتواضع، الذي تحول إلى مركز مخلفات، مهدداً السلامة العامة. وبعد نقلها إلى مستشفى ابن الحسن للعلاج النفسي، عادت السيدة إلى منزلها في وقت لاحق، وسط تساؤلات عن عدم توافر سرير مريح لها بالمستشفى، وسط الإكراهات التي تواجهها المصالح الصحية النفسية بالمغرب.

تسلط الحالة الضوء على حجم التحديات التي يواجهها قطاع الصحة النفسية، حيث يُقدّر أن عدد الأسرة المتوفرة لمواجهة الحاجة يبلغ حوالي 2300 سرير فقط، في حين يعاني نحو 40% من السكان المغاربة فوق 15 سنة من اضطرابات نفسية، ويظل القطاع يواجه نقصاً حاداً في الموارد البشرية والتجهيزات الحديثة، إضافة إلى ضعف الميزانية المخصّصة.

كما أن التشريع القائم منذ عام 1959 يُعطّل تحديث الأطر القانونية التي تساعد على تحسين حقوق المرضى، رغم إصدار قانون جديد منذ 2016 لا يزال في الانتظار. وفي إطار الجهود الرسمية، أطلقت الحكومة استراتيجية وطنية للصحة النفسية والعقلية حتى عام 2030، مع برامج لتعزيز الموارد البشرية وتطوير البنى التحتية، بما فيها افتتاح مستشفى جديد وتجهيز المنشآت الحالية.

ومع ذلك، لا تزال الحالة في فاس تبرز الحاجة الماسة إلى مزيد من الدعم والاستثمارات العاجلة لضمان توفير خدمات صحية نفسية عالية الجودة، تضمن حقوق المرضى وتحفظ كرامتهم، خاصة في ظل الأعباء والتحديات التي يفرضها النظام الصحي المتدهور وارتفاع الطلب على العلاجات النفسية.

التعليقات مغلقة.