كشفت مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الأمريكية كامالا هاريس عن أجزاء من برنامجها الاقتصادي والاجتماعي الهادف إلى “مساعدة الطبقات الأمريكية الوسطى” وفق قولها. مساعدات تمر عبر تخفيف الضرائب عن أكثر من 100 مليون أمريكي، فضلا عن تقديم الدعم للحصول على السكن والمواد الأساسية. من جهته، انتقد دونالد ترامب برنامج هاريس “الشيوعية”، محذرا بأنه “سيجلب المجاعة والفقر” للأمريكيين.
تستمر الثلاثاء أعمال المؤتمر الديمقراطي بمدينة شيكاغو لليوم الثاني على التوالي بعدما ألقى الرئيس جو بايدن الإثنين خطابا مهما سلم خلاله المشعل لكامالا هاريس.
هذه الأخيرة ستلقي بدورها كلمة منتظرة في نهاية المؤتمر مساء الخميس تشرح فيه الخطوط العريضة للسياسة الاقتصادية التي ستدافع عنها أمام الناخبين الأمريكيين خلال حوالي 75 يوما المتبقية من عمر الحملة الانتخابية.
وكانت قد أعلنت في مهرجان انتخابي سابق بولاية بنسيلفانيا أنها ستدعم “الطبقات المتوسطة وتعزز أمنها الاقتصادي”، ما جعل منافسها دونالد ترامب ينتقدها ويصفها بـ”الشيوعية”.
فما هي أبرز القرارات الاقتصادية والاجتماعية التي ستتخذها مرشحة الديمقراطيين في حال وصلت إلى البيت الأبيض؟
دعم العائلات ذات الدخل المتوسط وتسهيل تملك منزل
أعلنت كامالا هاريس في مهرجان انتخابي بولاية كارولينا الشمالية أنها تنوي “بناء 3 ملايين شقة سنويا وستمرر قوانين لتخفيف تكلفة شراء المساكن ودعم أكثر الضمان الصحي وتربية الأطفال”.
فيما انتقدت سياسة دونالد ترامب الاقتصادية والتي تكمن وفقها في “إعطاء المزيد من المال والأرباح للأغنياء”، بينما هي ستقوم عكس ذلك.
وقالت بخصوص هذه النقطة بالذات: “دونالد ترامب يدافع عن المليارديرات والشركات الكبرى. أما أنا، سأدافع لكي أمنح المزيد من المال، والأرباح للعمال الأمريكيين، والطبقة الوسطى”.
وأضافت: “انظروا كيف تتراكم فواتير المواد الغذائية والبنزين، وفواتير الأدوية، والدخول المدرسي، والثياب. فعندما تدفع العائلات تكلفة كل هذه الحاجيات، فلن يبقى لها الكثير من المال لكي تواصل العيش إلى غاية نهاية الشهر”.
وخلافا لجو بايدن، تعهدت كامالا هاريس بتمرير قانون يمنع على المستوى الفيدرالي “رفع أسعار المواد الأساسية والغذائية بشكل تعسفي”. إضافة إلى تقديم الدعم “لأولئك الذين يشترون للمرة الأولى مسكنا لهم فضلا عن خفض سعر الشقق والمساكن ونفقات الطب” التي تعد من بين أبرز النفقات لدى العائلات الأمريكية.
لكن في الحقيقة، هذه التدابير الاجتماعية ليست بالجديدة كونها كان قد دافع عنها جو بايدن. الفرق مع كامالا هاريس هي أنها تريد أن تعممها على ملايين الأمريكيين خلافا لبايدن الذي كان مهتما أكثر بتنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى.
ترامب يصف هاريس بـ”الشيوعية” وبرنامجها بـ”السوفياتي”
كامالا هاريس تريد أن تظهر بأنها “تتفهم انشغالات وقلق الأمريكيين في المجال الاجتماعي والعائلي”. كما تريد أيضا تخفيف الضرائب ،لأكثر من 100 مليون أمريكي من ذوي الدخل المحدود ،أو من الطبقة الوسطى.
لكن في بلد ليبرالي مثل الولايات المتحدة، قرارات مثل هذه لا تمر مرور الكرام، بل واجهت هاريس عدة انتقادات، أهمها جاءت من اللجنة من أجل ميزانية مسؤولة (وهو معهد محايد يهتم بدراسة وتقييم السياسات المالية الأمريكية) الذي أكد أن تكلفة التدابير الاجتماعية والاقتصادية لمرشحة الحزب الديمقراطي، ستصل إلى ما بين 1700 إلى 2000 مليار دولار خلال عشر سنوات.
ورغم ذلك، ترفض مرشحة الحزب الديمقراطي أن تغير برنامجها، التي تهدف من خلاله حسب رأيها إلى “دعم عدد كبير من الأمريكيين، الذين يعملون لكنهم في نفس الوقت يعانون من ارتفاع الأسعار”.
وأضافت في هذا الصدد: “أدرك بأن غالبية الشركات تخلق فرص عمل، وتشارك في تنمية اقتصادنا وتحترم القوانين. لكن بعض الشركات لا تتصرف على هذا النحو. وهذا أمر غير عادل، لذا يتوجب علينا أن نقوم بشيء ما”.
ويبقى دونالد ترامب أكبر منتقدي سياسة هاريس الاجتماعية والاقتصادية. الرئيس الأمريكي السابق وصفها بـ “الشيوعية”، وبرنامجها بـ”السوفياتي”.وكتب ترامب على موقعه “الحقيقة الاجتماعية” “في حال وصلت كامالا هاريس إلى السلطة، وقامت بتنفيذ برنامجها “الشيوعي الذي يهدف إلى تقليص الأسعار، فهناك مخاوف من انتشار المجاعة والفقر أكثر من أي وقت مضى في الولايات المتحدة”.فهل ستطبق كامالا هاريس وعودها في حال فازت بالانتخابات الرئاسية، أم هي فقط استراتيجية لإغراء الأمريكيين وكسب أصواتهم انطلاقا من فكرة منطقية، أن كل شخص يريد أن تنخفض الأسعار ،وترتفع قدرته الشرائية من أجل العيش بشكل أفضل.
التعليقات مغلقة.