ليلة البارحة، تعرضت جماعة سلا لسرقة أحد الحواسيب الهامة من داخلها، وضع يتطلب فتح تحقيق من أعلى المستويات نظرا لأهمية المسروق؟ والاستهداف الذي طال مكتبا هاما ضمن دواليب الجماعة، مع استحضار مجموعة من الأسئلة البحثية الهامة، ضمنها لم استهداف هذا المكتب بالضبط؟ وهل هناك رائحة فساد وراء استهداف حاسوب هاته المصلحة الهامة؟ كل ذلك تم بطريقة بوليسية احترافية، وهو ما يقتضي من الأجهزة الأمنية والمصالح المركزية لوزارة الداخلية التدخل لفك طلاسيم ما وقع، وعدم الوقوف فقط حول هوية الفاعل المجهولة، بل الكشف عن الجهات الآمرة بتنفيد العملية مع ما تخفيه هاته العملية من فعل فساد يفوح قد يسقط رؤوسا عليظة.
العملية تمت تحت جنح الظلام وبطريقة احترافية بوليسية مدروسة، حيث تمكن أحد الأشخاص من ولوج جماعة سلا، ليلة البارحة، واتجه نحو مصلحة التعمير والرخص، وقام بسرقة حاسوب المصلحة.
عملية لا يمكن أن تكون عملا عفويا ولا معزولا أو عرضيا، بل هو عمل منظم مع سبق الإصرار والترصد، وبغاية إتلاف والسطو على مستندات هامة وخطيرة يشتم فيها رائحة جريمة منظمة تكشف عن وجود خروقات خطيرة وفساد قوي وراء هذا الاستهداف لأرشيف المؤسسة، قد يسقط رؤوسا كبيرة وغليظة، وهو ما يجب على الأجهزة المعنية تتبعه وفهم تفاصيله.
الاحترافية لم تتمثل في طريقة الدخول لجماعة سلا وسرقة الحاسوب الخاص بالتعمير ورخص البناء الممنوحة، بل في معرفة الوالج للمصلحة بتفاصيل كاميرا المراقبة لذلك جاء مهيأ لها، واضعا طلاء أبيض على وجهه، وهو ما صعب مهمة تحديد هوية الفاعل الصغير ضمن العملية.
هوليودية المشهد تتوالى لحظة خروج الفاعل، إذ لاحظه حارس الجماعة، ولكن ونظرا للمعتقدات التي يحملها، وبما انه رأى الطلاء الأبيض على وجه الفاعل، فقد أصابه الرعب والهلع واستسلم لقدر الجن والعفاريت كما يعتقد، ولم يجد بدا من طلب الرحمة الإلهية، حيث واجه الحارس المشهد بترديد “بسم الله الرحمان الرحيم، بسم الله الرحمان الرحيم،…” اعتقادا منه أنه أمام الجن والعفاريت، وهو الوضع الذي استغله الفاعل ليسلب الحارس هاته النقال، لأن الحارس لم يكن يعتقد أنه أمام جن وعفاريت أخطر من الجن والعفارت الأصلية، وأن الأمر يتعلق بجريمة خطيرة تستلزم تحرك السلطات المركزية من وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني، والمديرية العامة لحماية التراب الوطني، والقضاء، وكافة الأجهزة والمصالح ذات الصلة لمعرفة التفاصيل والوقوف ليس على الفاعل فقط بل على أخطبوط الفساد الذي استهدف أرشيفا إداريا يخفي ما وراء الاكمة من فساده أو فساد عصابة إجرامية، هي العقل المدبر للعملية كلها، وهنا يجب أن ينصب التحقيق، أي حول الحمولة الغليظة للفعل وليس للفاعل، على الرغم من أن الوصل إليه هو مفتاح كنز علي بابا في جماعة سلا وليس في بغداد.
التعليقات مغلقة.