هجوم على مسجد “الهداية” في فرنسا وسط تصاعد مقلق لموجة الإسلاموفوبيا
جريدة أصوات
اهتزت بلدة روسيون في إقليم إيزير الفرنسي على وقع هجوم تخريبي استهدف مسجد “الهداية”، في حادث جديد يُضاف إلى سلسلة الاعتداءات التي تطال المساجد والرموز الإسلامية بفرنسا. العملية، التي نفذها أربعة ملثمين مسلحين بالعصي، أثارت موجة استنكار واسعة، وسط تحذيرات من تنامي خطاب الكراهية وتمدد التيارات اليمينية المتطرفة.
وفقًا للمصادر المحلية، اقتحم المهاجمون محيط المسجد في حوالي الساعة الخامسة صباحًا، حيث عبثوا بمحتوياته الخارجية وحطموا بابه الرئيسي قبل أن يفرّوا بسيارة كانت مركونة بالقرب من المكان. لم يُسجل أي إصابات بشرية، لكن الهجوم خلّف وراءه منشورات تحريضية ذات طابع عنصري، تم ربطها بتيارات اليمين المتطرف.ردود الفعل الرسمية والشعبية:
أدانت بلدية روسيون الحادث بشدة، وأكد رئيس البلدية، روبير دورانطون، أن المنشورات التي عُثر عليها تحوي خطاب كراهية صريحًا ضد المسلمين، مشيرًا إلى تشابهها مع تلك التي توزعها جماعات متطرفة في مناطق فرنسية أخرى. من جانبها، نددت الجمعية المشرفة على المسجد بالهجوم، ووصفته بأنه “جريمة كراهية تستهدف أمن الجالية المسلمة”، معلنة عن نيتها تقديم شكوى رسمية للسلطات.
كما أصدر الجامع الكبير في باريس بيانًا حادًا دعا فيه إلى “تحقيق عاجل وكشف كل الخيوط”، محذرًا من أن الهجوم
يأتي هذا الاعتداء في ظل أجواء مشحونة بفرنسا، حيث تشير الإحصائيات إلى تصاعد ملحوظ في جرائم الكراهية ضد المسلمين خلال السنوات الأخيرة. وتطالب منظمات حقوقية وجمعيات إسلامية بتشديد الإجراءات الأمنية حول المساجد، وتعزيز القوانين المجرّمة للعنصرية، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية التي غالبًا ما يُستغل فيها الخطاب المعادي للإسلام لأغراض سياسية.
حادثة مسجد “الهداية” ليست مجرد تخريب لمبنى، بل اختراق جديد لسياج التعايش في المجتمع الفرنسي. وهي تطرح أسئلة ملحّة عن جدوى الخطط الحكومية لمواجهة التطرف اليميني، وعن قدرة الدولة على حماية مواطنيها من عنف لا تمييز فيه. فهل تكون صرخة الجالية المسلمة هذه المرة كفيلة بإيقاظ ضمير أوروبا قبل فوات الأوان؟
التعليقات مغلقة.