في عرين مؤتمر محسوم أمره بفوز “عزيز أخنوش” على “عزيز أحنوش” وخلافته في رآسة حزب “الحمامة” أبى المنظمون إلا أن يجعلوا من الحمام الرامز للسلم وللحرية وللديمقراطية وحق الصحافيين في متابعة أطوار جلسات المؤتمر والوصول إلى المعلومة كقاعدة دستورية، استثناء حصريا للبعض دون الكل، بمنع المنظمين مجموعة من المنابر الإعلامية من أداء واجبها المهني وضمنهم طاقم جريدة “أصوات”.
وهكذا وفي سياق انتظار الإعلاميين ما سيحمله “أخنوش” وحزبه للمغاربة ولأعضاء الحزب من قرارات، والتي من المفروض أن يكون الإعلام راصدا وناقلا لها، أبى حزب رئيس الحكومة المغربية الذي حمل شعار “أغراس أغراس” إلا أن يحول هذا الشعار إلى سوط يجلد به الإعلام و الإعلاميين من خلال تنزيل منطق الازدواجية في التعامل مع الوسائط الإعلامية.
موقف كان من الممكن أن يفهم لو صدر من تيار سياسي وبس، ولكن أن يصدر من رئاسة الحكومة، والمؤتمنين على حسن تنزيل المقتضيات الدستورية فهو الخواء بعينه، والذي يجعلنا نقول مع المثل العربي “الفقيه اللي كنا نتسناو براكتو لقيناه فالجامع بلغتو”.
فالشعب ينتظر من حزب “أخنوش” أن يكون صادقا في وعوده، لكن كيف سيكون صادقا في توفير أغلفة مالية ضخمة للإجابة على انتظارات الشعب المغربي في ملفات ضخمة تكلف خزينة الدولة الملايرر، وهو لم يوفر حتى فضاء الحرية وتسهيل ممارسة الإعلاميين التي لا تكلف حتى 0 درهم.
إنه قمة السقوط والوضاعة التي وصل إليها المشهد السياسي المغربي، ومعها نقول هزلت حينما تصبح الحريات محاصرة ب “الفيدورات”، والكلمة التي تحملها صاحبة الجلالة مخنوقة في مؤتمر بحي الرياض لحزب “الحمامة” الإسم لا الجوهر، والدستور مقتول، ورئيس الحكومة يتحدث عن التنزيل الحرفي لمقتضياته.
التعليقات مغلقة.