أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

هستيريا “شنقريحة” العدائية للمغرب والمغاربة هل تقوده إلى إطلاق مغامرة الحرب على المغرب؟

عرى “الطيب دكار”، المدير السابق لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بالجزائر، خلفيات العداء الجزائري للمغرب، مبرزا أن “شنقريحة” ليس مجهولا لدى المغاربة، سواء لحظة قيامه بمهمة إدارة الناحية العسكرية الثالثة لمنطقة “بشار”، أو في علاقاته المباشرة مع “البوليساريو” ابتداء من عام 2016، وتصريحاته جهارا بمعاداة المغرب والمغاربة.

حيث سبق له أن نعث المغرب سنة 2016، بـ”عدو” البوليساريو، و”عدو الحزائر”، بل أنه هو العقل المحرض للقيام بأعمال عدائية من طرف الجبهة الانفصالية ضد المغرب، لحظة توليه قيادة القوات البرية.

وفي هذا السياق انتشر له حينها تسجيل وهو يدعو ميليشيات “البوليساريو” في تندوف إلى “خوض “الكفاح” ضد المغرب.

وأوضح مؤلف كتاب “الجزائر/ اللااستقرار السياسي يطيل أمد القطيعة مع المغرب”، أنه و” أثناء هذا الملتقى 12، أكد قائد الناحية العسكرية الثالثة (بشار جنوب غرب)، الجنرال ماجور السعيد شنقريحة، أمام جمع من الجنرالات الجزائريين، أن هذا الاجتماع فرصة حقيقية لتبادل التجارب العسكرية، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول قضية الصحراء”.

حيث كشف حينها عن وجهه الحقيقي في معاداة المغرب والمغاربة من خلال ثنائه على عمل الجبهة الانفصالية العدائي ودعوته لتصعيد الحرب ضد المغرب معتبرا أن الاجتماع الذي انعقد حينها يهدف إلى “تحقيق الأهداف المشتركة بين الجيشين، الجزائري والصحراوي”، الموحدة في فلسفته العدائية في ضرب استقرار المغرب وخوض حرب ضد وحدته الترابية.

ولم تقف قريحة “شنقريحة” العدائية عند هذا الحد، بل كال مجموعة اتهامات للمغرب وشعبه، معتبرا أن بلدنا هو المسؤول عن زعزعة استقرار بلدان المنطقة، وأنه ينشط في مجال “تجارة المخدرات وتمويل الإرهاب والجرائم الكبرى”، حسب قوله.

وكشف “شنقريحة عن عدائه الشديل للمغرب والمغاربة داعيا إلى ما أسماه، “التعاون الوثيق بين الجيش الجزائري ومقاتلي البوليساريو لحماية “حدود البلاد””، مضيفا أن “الجزائر تضع جميع إمكانياتها لاستتباب الأمن في المنطقة، ودعم الشعب الصحراوي الشقيق”، متمنيا للانفصاليين “الانتصار على عدوهم الغاشم، وعدونا أيضا”.

وهنا يتضح بما لا يدع مجالا للشك ليس فقط معاداة الوحدة الوطنية عبر دعم الأعداء، بل أن “شنقريحة الجزائر” اعتبر المغرب عدوا، “الانتصار على عدوهم الغاشم، وعدونا أيضا”.

وهي خطب تعكس حقدا شخصيا ل”شنقريحة” على المغرب والمغاربة، وعلى حالة الاستقرار والتنمية التي تعيشها المملكة والتي لا تروق لعسكر الجزائر، المتغدي من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، إضافة الهزيمة الشخصية القاسية التي تلقاها “شنقريحة” على يد الجيش المغربي في “أمغالا”.

خطاب يتردد باستمرار ويحمل شحنة عداء قوية للمغرب والمغاربة وهو ما يوضحه القاموس المستعمل من قبله اتجاه المغرب، الذي يصفه دوما إما بـ ” العدو” أو “العدو الكلاسيكي”، وأحيانا بـ “المستعمر الغاشم” و”المحتل”.

 

ويواصل الباحث “دكار” تفكيك الخلفية الحاقدة على المغرب متسائلا عن المانع الذي يمنع “شنقريحة من إعلان حرب ضد المغرب، رغم وجود هاته الشحنة العدائية الكبيرة والحقد الشخصي على المغرب والمغاربة، واضعا سؤالا منطقيا “هل الجزائر بحاجة إلى ترتيبات دستورية لإعلان الحرب على المغرب؟”، “هل احتاجت إلى هذه الترتيبات حين أعلنت الحرب على المغرب في الصحراء منذ الثمانينيات، على نحو مباشر، أو عبر البوليساريو؟”.

 

جوابا يقول “الطيب دكار”، يأخد الكاتب ما سبق أن صرح به الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، أثناء حملته الانتخابية لولاية ثانية ب”تيزي وزو”، حين قال إن “بلاده لن ترسل، بعد الآن، أي جندي جزائري ليموت في الصحراء”، على الرغم من ذلك ساهمت الجزائر في حربها ضد المغرب مباشرة، حيث سبق أن أسرت القوات المسلحة الملكية المئات من جنود “شنقريحة”، وأطلق سراحهم غداة قمة مغربية جزائرية أقيمت على الحدود بوساطة سعودية.

 

وأضاف المؤلف، أن هناك اتفاقا لوقف إطلاق النار بين المغرب و”البوليساريو” منذ عام 1991، وأنه في انتظار تسوية نهائية لقضية الصحراء، وضعت الأمم المتحدة آلية دولية (المينورسو) للحفاظ على السلم الذي ساد منذ 29 سنة، دون أي حوادث خطيرة، وبالتالي فأي خرق سيعتبر انتهاكا لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة، وهو ما لن تسمح به القوى العظمى.

 

وفي حالة تفكير الجزائر في إعلان الحرب على المغرب ستواجه بتبعات خطيرة، تعرفها القيادة الجزائرية، وأولها رد فعل دولي وعربي قوي في ظل تآكل نجم حلفاء الجزائر، بكل من سوريا، اليمن، ليبيا، العراق، إضافة إلى انشغال الجزائر من وضعية عدم الاستقرار التي تسود داخلها وجانبها الشرقي، في لبيا المفتوحة الحدود معها، والتي قد تشكل تهديدا لأمنها وسلامتها الترابية.

 

ويؤكد “الطيب دكار” أنه “ليس للجزائر أي سبب قوي لشن حرب على المملكة، باستثناء أنها ستخاطر بإدخال البلاد في حرب داخلية بدون نهاية، كما هو الأمر الآن في ليبيا، واليمن، أو في سوريا التي بتحالفها الوثيق مع روسيا، سلمت نفسها للمصير الذي نعرفه جميعا؛ ولذلك فإن التعليمات الدستورية المتعلقة بالجيش الجزائري ينبغي أن تستهدف، أولا، التدخلات المحتملة للجيش في ليبيا، وفي الجنوب الجزائري”.

ويخلص صاحب الكتاب إلى أن احتمال شن الجزائر حربا ضد المغرب تبقى ضعيفة في ظل الوضع الداخلي المشتعل ووضع عدم الاستقرار الذي يحيط بالجزائر من جميع الأركان المفتوحة مع الدول المجاورة المشتعلة أوضاعها.

التعليقات مغلقة.