“هل السيطرة تخدم الأسرة؟ بين التوازن والتفرد في العلاقة الزوجية”
بقلم: الأستاذ محمد عيدني
أصوات من الرباط
تُعد قضية تحكم المرأة في الرجل من أكثر المواضيع إثارةً للجدل والنقاش في مجتمعاتنا، حيث تتفاوت الآراء حول مدى تأثيرها على استقرار الأسرة ونمو المجتمع. فمن جهة، يُنظر إلى المرأة القادرة على إدارة شوؤن منزلها بحكمة واحترام كعضو فعال يوازن الحياة الزوجية ويعزز أواصر المودة والرحمة. ومن جهة أخرى، يتحول الأمر أحيانًا إلى سيطرة مطلقة ترتكز على مصالح شخصية أو ضعف ثقة، مما يهدد وحدة الأسرة ويعكس خللاً في مفهوم العلاقة الصحية والرؤية المستقبلية.
تظهر علامات ضعف الثقة بين الزوجين عندما تتدخل المرأة بشكل مفرط في الشؤون الخاصة، وتفرض آرائها بأساليب تصادمية أو تسلطية. فالغيرة الزائدة، وعدم احترام الخصوصية الشخصية، واستبداد القرار، كل ذلك يهدد استقرار العلاقة ويعكس ضعفًا في البناء النفسي والاجتماعي. المرأة التي تعتمد على التصرفات العدائية أو التسلطية تفقد قيمتها كمحبّة ومعينة، وتبدأ في تدمير جسر الثقة الذي يُبنى على الاحترام والتفاهم.
وفي المقابل، نجد أن المرأة الناجحة هي التي تسهم في بناء الأسرة من خلال دعم زوجها، وتقدير قدراته، وإدارة الأمور بحكمة ووعي. فالرجل يُعد شريكًا حقيقيًا عندما يشعر أن هناك توازنًا بين تحكم المرأة وحريتها، وأنها تحترم دوره كمشارك أساسي في بناء مستقبل الأسرة والمجتمع.
أما نسبة النرجسية، فهي من الظواهر التي تكرس مبدأ السيطرة من الطرف الواحد، وتُؤدي إلى تدهور العلاقات، إذ تركز على مصالحها الشخصية بشكل مفرط، ولا تبتعد عن أن تكون سببًا في تدمير العائلة عند تفاقم هذه الصفات.
يبقى التوازن والاحترام المتبادل هو الركيزة الأساسية لبناء علاقة زوجية ناجحة ومستقرة. فالمجتمع يتقدم عندما تدرك المرأة والرجل أن التعاون والتفاهم هما مفتاح النجاح، وأن التسلط والسيطرة يعرقلان تقدم الأسرة ويفقدانها قيمتها وقوتها.
نحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في مفاهيمنا حول العلاقة الزوجية، ونسعى لبنائها على أسس من الثقة، والاحترام، والتفاهم، ليكون بيتنا وبلادنا أكثر استقرارًا وازدهارًا.
التعليقات مغلقة.