أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

هل تؤدي الإصابة بفيروس كورونا إلى عقم ؟ و هل تؤثر على الأجنة ؟‎

 

محمد حميمداني

 

أشارت دراسة أجريت في ألمانيا أن الإصابة بالعقم نتيجة كورونا هو أمر وارد و لا يمكن نفيه ، بعد أن أكدت الدراسات أن الفيروس لا يصيب الجهاز التنفسي لوحده بل يصيب مناطق أخرى من جسم الإنسان ، فهل يمكن أن نتحدث عن عقم ملازم للإصابة بالفيروس ؟ و عن آثار جانبية قد تصيب الأجنة في الرحم ؟ .

 الأبحاث التي أجريت بينت أن الفيروس لا يصيب الجهاز التنفسي فقط ، بل ينتقل ليصيب مناطق أخرى من جسم الإنسان ، فإلى مدى يمكن أن يؤثر على الإنجاب ؟

 الدراسة التي قام بها فريق من الباحثين من المركز الألماني لأمراض التآكل العصبي في “توبنغن” ، على حالات مصابة بفيروس كورونا ، أوضحت أن الفيروس لا يصيب الجهاز التنفسي فقط ، بل من الممكن أن يصيب أعضاء أخرى من جسم الإنسان ،  و يقصد بذلك أمراض التآكل الصبي أو التنكس العصبي ، أي الأمراض التي تصيب بنية أو وظيفة الخلايا العصبية ، مما يؤدي إلى موتها ، أو يصيب أجزاء منها بالتصلب و الضمور ، وفقا لما أورد موقع SWP الألماني .

 وقالت الدراسة “يقدم هذا التقرير أول دليل مباشر حتى الآن على أن عدوى “كوفيد-19″ تضعف جودة السائل المنوي وإمكانية التكاثر لدى الذكور” .

 فقد بينت الأبحاث قدرة فيروس كورونا ، إن تمكن الفيروس من تجاوز الحواجز الدفاعية للدماغ ، على إحداث التهاب في الدماغ ، و أيضا التسبب في تلف الرئتين و الأوعية الدموية ، إضافة إلى تقييد إنتاج الحيوانات المنوية ، و حصول التهاب الخصيتين ، و بالتالي التأثير على الخصوبة أو الإصابة بالعقم .

 “آلان باسي” ، أستاذ الذكورة في جامعة “شيفيلد” في جنوب “يوركشاير” بالمملكة المتحدة ، قال عبر البريد الإلكتروني ، إنه يجب توخي الحذر الشديد في تفسير هذه البيانات ، مضيفا بأنه “على سبيل المثال ، يذكر المؤلفون أن بياناتهم توضح أن عدوى كوفيد-19 تسبب ضعفاً كبيراً في الوظيفة الإنجابية للذكور ، إلا أنها تظهر ارتباطاً بينهما فقط” .

 

أما الدكتورة “تشانا جاياسينا” ، الاستشارية في الغدد الصماء التناسلية و أمراض الذكورة في “إمبريال كوليدج” لندن ، فقالت عبر البريد الإلكتروني “يمكن للإصابة بالمرض من أي فيروس ، مثل الأنفلونزا ، أن يؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية مؤقتاً  (أحياناً إلى الصفر) لبضعة أسابيع أو أشهر مضيفة أن هذا يجعل من الصعب تحديد مقدار الخفض الذي كشفت عنه في هذه الدراسة ، والتي كانت خاصة بمرض “كوفيد-19 .

 

و للإشارة فقد أجريت دراسة على الحيوانات المنوية لدى 105 رجال لم يصابوا بفيروس كورونا ، و طابقتها مع 84 آخرين تم تشخيص إصابتهم بـ”كوفيد-19″ ، و ذلك على فترات تراوحت بين 10 و60  يوما .

 

و خلصت الدراسة إلى زيادة ملحوظة في الالتهاب و الإجهاد التأكسدي في خلايا الحيوانات المنوية الخاصة بالرجال المصابين بـ “كوفيد-19” ، كما تأثر تركيز الحيوانات المنوية وحركتها و شكلها سلباً بالفيروس ، كما وجدت الدراسة أن الاختلافات تتزايد مع شدة المرض .

 

الباحث الرئيسي في الدراسة ، “بهزاد حاجي زاده مالكي” ، و هو طالب دكتوراه في جامعة “جوستوس ليبيج جيسين” ، في “هيسن” بألمانيا ، قال في بيان له “ترتبط هذه التأثيرات على خلايا الحيوانات المنوية بانخفاض جودة الحيوانات المنوية و انخفاض إمكانات الخصوبة” ، مضيفا أنه “على الرغم من أن هذه التأثيرات تميل إلى التحسن بمرور الوقت ، إلا أنها ظلت أعلى بشكل ملحوظ و غير طبيعي لدى مرضى “كوفيد-19″ ، و كان حجم هذه التغييرات مرتبطاً أيضًا بالمرض” .

 

كما وجدت الدراسة أن هناك مستويات أعلى من نشاط البروتين الذي يوفر نقطة دخول لفيروس كورونا المستجد للالتصاق بمجموعة واسعة من الخلايا البشرية و إصابتها .

 

و مع ذلك ، فليس من المستغرب أن يؤثر “كوفيد-19” على الجهاز التناسلي الذكري لأن مستقبلات  ACE2، أو “المستقبلات ذاتها التي يستخدمها الفيروس للوصول إلى أنسجة الرئة ، توجد أيضاَ في الخصيتين” ، وفقاً لما قاله “باسي” ، رئيس تحرير مجلة “Human Fertility” ، “منذ بداية جائحة كوفيد – 19، كان هناك قلق مفهوم (لكنه نظري) بشأن ما إذا كان هذا الفيروس قد يكون له تأثير ضار على خصوبة الرجال المصابين” ، و بعد مراجعة 14 دراسة نشرت حول هذا الموضوع ، خلص “باسي” إلى أن “أي تأثير قابل للقياس لفيروس كورونا على خصوبة الرجال ربما كان طفيفا و مؤقتاً فقط” .

 

“شينا لويس” ، الأستاذة الفخرية في جامعة “كوينز بلفاست” في أيرلندا، قالت “ما يقلقني هو أن الرجال المصابين بفيروس كورونا كان وزنهم أكبر بشكل كبير و كانوا يخضعون لعدد من العلاجات” و أضافت “نعلم أن السمنة وحدها تقلل من جودة الحيوانات المنوية ، و ربما أثرت علاجات كوفيد-19 أيضاً على جودة الحيوانات المنوية لهؤلاء الرجال ، و ليس كوفيد-19 نفسه” ، مشيرة إلى أنه “بالتالي ، هناك حاجة لدراسات طويلة المدى قبل اعتبار الخصيتين عضواً معرض لخطورة شديدة بشكل خاص بسبب كوفيد-19″ .

 

في سياق مرتبط ، بينت دراسة بريطانية أجرتها جامعة “بيرمنغهام” نشرت عبر الموقع الالكتروني المتخصص BMJ ، أن النساء الحوامل المصابة بالمرض بحاجة إلى عناية مكثفة مقارنة بمثيلاتهن من غير الحوامل المصابات بالمرض ، و قد بينت الدراسة إمكانية انتقال الفيروس إلى الجنين ، بيد أن هذه الحالات لم تكن متكررة و نادرة ، و أن الخطورة الفعلية في عدم القدرة على المرأة الحامل و الحاملة للفيروس ، أية أدوية فعالة لعلاج المرض ، لما في ذلك من خطورة كبرى على الجنين ، و إمكانية موته أو تعرضه لتأثيرات طبية خطيرة .

 

 

و طمأنت الدراسة البريطانية ، أن الأبحاث بينت عدم تشوه الأجنة للأمهات الحوامل المصابات بالمرض ، و هو ما يقلل من المخاوف على صحة الأجنة حال إصابة الأم بفيروس كورونا.

 

كما أكدت الدراسة أن نسبة وفيات الأطفال للأمهات المصابات كانت مشابهة لنسبة الوفيات للأمهات غير المصابات  .

 

التعليقات مغلقة.