هل تؤدي مزيلات العرق للإصابة بالسرطان؟
إعداد المرحوم د. مبارك أجروض
انتشرت في الفترة الأخيرة العديد من المقالات والمنشورات والفيديوهات التي تتحدث عن أضرار بعض أنواع مزيلات العرق، وتحدثت بعض هذه الوسائل الإعلامية عن وجود ارتباط بين هذه الأنواع أو المركبات الموجودة فيها وبين الإصابة بسرطان الجلد أو الثدي، فهل هذه المعلومات دقيقة؟ وهل نمتنع عن استخدام هذه المزيلات تفادياً لهذه الأخطار؟ في هذا المقال نستعرض هذه الأخطار، ونناقشها بشكل علمي وموضوعي.
الفارق بين مزيلات العرق ومضادات التعرق
بداية علينا أن نفرق بين نوعين من المنتجات التي تساعد على التخلص من روائح العرق، فهناك:
ـ أولاً مزيلات رائحة العرق وهي منتجات للعناية بالجلد تعمل على منع رائحة العرق الكريهة، ومبدئياً يجب أن نعلم أن العرق الذي يفرزه الجسم لا رائحة له، لكن البكتريا الموجودة على سطح الجلد تعمل على هضم الدهون والبروتينات الموجودة في العرق لتنتج هذه الرائحة غير المرغوبة، وتحتوي مزيلات العرق على مركبات تمنع نمو البكتريا لمنع هذه التفاعلات، وبالتالي منع الرائحة. بالإضافة إلى ذلك، قد تعمل هذه المزيلات على تقليل أعداد البكتريا الموجودة في هذه المنطقة، وبالتالي تقلل المشكلة بصورة أخرى.
ـ النوع الثاني هو مضادات التعرق التي تتقدم خطوة أخرى لمحاربة رائحة العرق، فبالإضافة إلى قيامها بعمل مشابه لمزيلات العرق عن طريق تثبيط نمو البكتريا، تقلل مضادات التعرق من كمية العرق التي تفرز من الأساس، وتحتوي هذه المضادات على مركبات (عادة أملاح الألمونيوم) التي تقلل من كمية العرق الذي يفرز من الغدد العرقية عن طريق عمل سدادات مؤقتة في الجزء العلوي من هذه الغدد، وهذه السدادات يتم إزالتها عبر الوقت عند الاستحمام وعن طريق تجديد الخلايا في هذه المنطقة.
العلاقة المزعومة بين مضادات التعرق والسرطان
الادعاءات الخاصة بتسبب هذه المركبات في الإصابة بالسرطان تتركز أساساً على مضادات التعرق، حيث تشير هذه الادعاءات إلى أن امتصاص مركبات الألمونيوم الموجودة في مضادات التعرق تتم عن طريق الجلد من خلال جروح الحلاقة في منطقة الإبط، ويقال أن هذه المواد تترسب في العقد اللميفاوية تحت الإبط (هذه العقد تمثل جزءاً من جهاز المناعة إذ تعمل على فلترة بعض المكونات الضارة لحماية الجسم من العدوى والأمراض)، حيث تعجز العقد اللمفاوية عن التخلص منها نظراً لمنع العرق بواسطة مضادات التعرق، ويترتب على هذا الترسيب تراكم هذه المواد السمية في العقد الليمفاوية، مؤدية لحدوث السرطان طبقاً لهذه الأقوال.
هناك من يرى أيضاً أن هذه المواد التي يتم امتصاصها تشبه في تأثيرها هرمون الإستروجين، ونظراً لأن الإستروجين يمكن أن يساعد على نمو خلايا سرطان الثدي، فقد افترض بعض الباحثين أن مركبات الألمونيوم يمكنها المساعدة على حدوث سرطان الثدي.
يرى أصحاب هذه الفكرة أن حدوث سرطان الثدي بشكل أكثر شيوعاً في المربع العلوي الخارجي من الثدي سببه قرب هذه المنطقة من العقد الليمفاوية المعرضة لمضادات التعرق (يتم تقسيم الثدي على شكل دائرة، ثم يتم تقسيمها بواسطة خط طولي وآخرعرضي يمران بالحلمة إلى أربعة أجزاء، ويُسمى كل جزء من هذه الأجزاء بالمربع، المربع العلوي الخارجي هو الجزء القريب من الإبط).
التعليقات مغلقة.