أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

هل تتحمل الجماعة القروية مسؤولية انتشار الحشرات وتفاقم معاناة سكان دوار عين شقف بجهة فاس

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

يعاني سكان دوار عين شقف، المنطقة القروية الواقعة بجهة فاس (غير تابعة لجماعة حضرية)، من انتشار غير مسبوق للحشرات، خاصة العقارب والنعابيين، خلال الأشهر الأخيرة، مما أصبح يهدد صحتهم وسلامة أسرهم.

تفاقمت هذه الظاهرة بفعل ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ، إضافة إلى نقص التدخلات المستعجلة والفعالة من قبل السلطات المحلية والجهات المعنية في المنطقة. حيث يعاني السكان من مواجهات مباشرة مع الحشرات، التي تتكاثر بشكل كبير نتيجة غياب إجراءات وقائية وعلاجات مناسبة، فضلاً عن انعدام الوسائل الحديثة لمكافحتها.

بصفة عامة، تتحمل الجماعة القروية المسؤولية المباشرة عن تنظيم عمليات النظافة والتوعية، وتوفير الأدوية والمبيدات اللازمة لمكافحة الحشرات، غير أن إمكانياتها محدودة، وغالبًا ما تكون عمليات المكافحة ضعيفة أو غير منتظمة، مما يفاقم الوضع ويزيد من معاناة السكان.

أما على مستوى وزارة البيئة، فهي مسؤولة عن وضع برامج وقائية فعالة، وتزويد المناطق القروية بالأدوات والوسائل الحديثة لمكافحة الآفات، فضلاً عن تفعيل دور الحملات التوعوية للحد من تكاثر الحشرات بشكل طبيعي وآمن. إلا أن غياب التنسيق بين الجهات وتوقف الدعم الموجه للمناطق القروية يترك السكان في وضعية يائسة، دون حلول ملموسة.

وفي ظل غياب تام لخطط واضحة أو استراتيجيات ناجعة، يعيش السكان في حالة من القلق والخوف على صحتهم، خاصة الأطفال وكبار السن، نظرًا لخطورة المواجهة المباشرة مع هذه الحشرات، وافتقارهم للأدوية والأجهزة الحديثة التي تمكنهم من التصدي لهذه الكارثة البيئية.

وفي الختام، يتطلب الوضع تدخلات عاجلة وشاملة من طرف الجهات المختصة، تتجسد في دعم الجماعة القروية بالموارد الضرورية، وتوفير برامج متكاملة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز عمليات النظافة، وتوعية السكان بأهمية الوقاية. فهذه ليست مسؤولية فردية، بل واجب جماعي لضمان بيئة سليمة وصحة جيدة للجميع، خاصة في المناطق القروية التي تتعامل مع تحديات بيئية فريدة من نوعها.

التعليقات مغلقة.