هل تثق افريقيا بإفريقيا؟

لعل السؤال المطروح حول علاقة الثقة بين دول إفريقيا له من الراهنية ما يتشعب فيه الدبلوماسي بالاقتصادي بالهوياتي إلى غيرها من العوامل التي تشترك فيها الدول الإفريقية أكثر مما تتفرق.
لكن على الرغم من ذلك تبقى العلاقة بين دول إفريقيا فيما بينها محتشمة.
إذ على الرغم من عدد من المحاولات إلا أن إفريقيا اليوم غير قادرة على خلق شراكة اقتصادية حقيقة تستغل الثروات الخام التي تزخر بها.
فهل الأمر متعلق بالخصوصية الثقافية لهذه الدول أم أنها لا تثق في بعضها البعض ما قد نستشفه من تصريح صاحب الجلالة الملك محمد السادس حين قال “إفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا” فهل ستنجح في ذلك؟
هل ستثق دول إفريقيا في التعاون مع بعضها، خاصة وأن العديد منها يشهد اضطرابات سياسية وانعدام استقرار يجعل من الصعب الثقة فيها.
كل ذلك لم يجعل المغرب يتوقف عن المحاولة سواء من خلال العودة إلى الإتحاد الإفريقي ثم الانفتاح على المستويين الاقتصادي و الدبلوماسي في علاقة جنوب /جنوب.
لكن رغم ذلك يبقى التحدي صعبا، إذ إن كنا لم نستطع إلى اليوم إعادة بناء اتحاد المغرب العربي فلنا أن نتصور أن وحدة إفريقية اقتصادية دبلوماسية… لن تكون بتلك السهولة، إلا إن تواجدت الإرادة الحقيقية لكافة دول القارة السمراء حيث ” تثق إفريقيا بإفريقيا”.