أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

هل تشكل هزيمة الذراع النقابي “للبيجيدي” بداية النهاية للحلم “الإخواني” ؟

محمد حميمداني

 كما كان منتظرا ، حاكمت القطاعات المهنية البيجيدي عن سياساته المنتهجة ، و التي ضربت كل إمكانيات الصمود لدى مختلف الشرائح الاجتماعية ، من خلال إقصاء الذراع النقابي للعدالة و التنمية من حق أصواتها خلال الانتخابات المهنية ، التي اكتسحها كل من الاتحاد العام للشغالين بالمغرب و لاتحاد المغربي للشغل و الكنفدرالية الديمقراطية للشغل ، فهل يمكن اعتبار هزيمة الذراع النقابي للبيجيدي في هاته الانتخابات إعلانا عن القطعية بين البيجيدي وعموم الشعب الذي سبق له أن راهن على حزب العدالة و التنمية لتحقيق التغيير المأمول ؟

 

و هكذا فوفق النتائج المسجلة عقب الانتخابات المهنية بالمغرب ، التي تم تنظيمها يوم الأربعاء الفارط ، فقد اكتسحت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب و الاتحاد المغربي للشغل و الكنفدرالية الديمقراطية للشغل هاته الانتخابات ، لتضمن بذلك حصولها على عتبة النقابات الأكثر تمثيلية ، فيما تراجعت نقابة “البيجيدي” في حساب النقابات الأكثر تمثيلية من المرتبة الثانية الى السادسة لتفقد هاته الصفة في أكبر انتكاسة تمنى بها .

 

الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ، الذراع النقابي لحزب العدالة و التنمية ، مني إذن بهزيمة شنعاء ، في أكبر محاكمة يتعرض لها الحزب ، بعد حصوله على نتائج كارثية خلال هاته الاستحقاقات ، حتى داخل القطاعات التي كانت تشكل معاقل لهذا الإطار ذا التوجه “الإسلامي” ، و من المتوقع ألا تصل هاته النقابة إلى العتبة التي تمكنها من مقعد ضمن النقابات الأكثر تمثيلية ، وفق معطيات أولية واردة في هذا الشأن ، إلى حين انجلاء الصورة مع صدور النتائج النهائية يوم الاثنين 21 يونيو الحالي ، نتيجة تأخر ورود نتائج بعض شركات القطاع الخاص ، فيما كان الصورة أوضح في القطاع العام .

 

و تعد هاته النتائج كارثية بكل المقاييس لإخوان “العثماني” ، و محاكمة قبل الأوان من قبل ربع مليون من رجال و نساء التعليم فقط ، و ذلك بسبب القرارات الخطيرة التي انتهجتها حكومتي “بنكيران” و “العثماني” و التي أضرت بمختلف الشرائح الاجتماعية و خلقت جوا من الغضب و النقمة اتجاه هاته السياسات ، و يكفي أن نعرف أنه و في قطاع التعليم فقط ، فقد فقد الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب 73 مقعدا داخل اللجان المتساوية الأعضاء ، بعد أن تراجعت نسبة حضوره من 98 مقعدا الى 27 مقعدا وفق النتائج التي أعلن عنها وزير التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي .

 

و وفق المعطيات الواردة لحدود الساعة ، و إلى حين توفر نتائج انتخاب ممثلي التعاضدية العامة ، التي تضم كتلة ناخبة تضم حوالي 400 ألف منتخب ، فقد تعرضت نقابة “العثماني” لضربة قصمت ظهر حضورها في مجلس المستشارين و ستوقعها حتما إبان الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ، و هو ما يؤيده أغلب الباحثين في الشأن السياسي بالمغرب ، إذ تذيلت النتائج حاصدة المرتبة الأخيرة بحوالي 20 مقعدا من أصل 480 مقعد .

 

تأتي هاته الهزيمة التي مني بها الذراع النقابي للبيجيدي وسط تصدعات يعرفها البيت الداخلي للحزب و ذلك منذ تشكيل حكومة العثماني ، و السياسات التي اعتمدتها داخليا و خارجيا مما أفقدها السند الشعبي وحتى الإخواني برحيل العديد من أقطابها و رموزها و مناضليها إلى وجهات حزبية أخرى فيما يشبه رحيل الطيور المهاجرة ، و اشتداد الصراع في البيت الداخلي للبيجيدي بين أضلعه المختلفة و آخرها مع “مصطفى الرميد” الذي قرر في رسالة “وداع لأطر الحزب” ، الرحيل متهما القيادة بإقصاء المناضلين من اتخاذ القرارات  .

 

 

التعليقات مغلقة.