أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

بعدما استغرب لها الوزير الفرنسي واستنكرها جل المغاربة. هل تطيح الفضيحة الأخيرة بالوزير التوفيق ؟

حسن الخباز

خرج علينا أمس وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بفضيحة مدوية صدمت المغاربة صغيرهم قبل كبيرهم ، حيث اعترف بعظمة لسانه لوزير الداخلية الفرنسي أن الشعب المغربي علماني يفصل الدولة عن الدين .

تصريح مثل هذا يجب أن يطيح بالوزير أحمد التوفيق ويعرضه للمحاسبة وهذا ما ينتظر المغاربة الذين ثاروا في وسائل التواصل الاجتماعي واستغربوا لهذا التصريح المشبوه الذي يظهرهم على غير حقيقتهم .

الشعب المغربي شعب مسلم ، دينه الإسلام ، والمغرب هو البلد الوحيد الذي يختم فيه القرآن شهريا في جل إن لم نقل كل المساجد التابعة لوزارة الأوقاف ، فضلا عن كونه يتوفر على مجلس علمي أعلى يرأسه ملك البلاد والذي هو أمير المؤمنين .

ما لرسالة التي أراد الوزير إيصالها لفرنسا بهذا التصريح الخطير والذي هيج عليه الشعب المغربي بكل شرائحه، وماذا استفاد من خرجته غير المحسوبة هذه؟

تباينت مواقف المغاربة بخصوص هذه القضية ، فمنهم من طالب بإقالته ومنهم من طالب باستقالته ومنهم من طالبه بالاعتذار فقط وهذا أضعف الإيمان لان وزيرا بهذا الحجم عمر لعقود على رأس أغنى وزارة في المغرب يفترض أن لا ينبس ببنت شفة حتى يزنها بدماغه ألف مرة .

ألم يقرا في دستور المملكة وبالضبط في مادته الثالثة أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي ، هذا خطأ لا يغتفر ولا يجب أن يمر مرور الكرام لأنه مس المغرب والمغاربة وأساء إليهم ولا يشرف أي مغربي أن يكون علمانيا .

الصدمة جاءتنا من قلب البرلمان بعدما حيث أكد الوزير احمد التوفيق أنه ناقش مع وزير داخلية فرنسا خلال زيارة ماكرون الأخيرة عدة أمور لم يتناولها الإعلام من بينها على سبيل المثال لا الحصر هذه القضية الفضيحة .

وقد أكد أن نفس الجلسة البرلمانية أن وزير الداخلية الفرنسي أخبره أن العلمانية تصدم المغاربة، ولطمأنته وتهدئته أكد له قائلا : إننا علمانيون ، ليس لدينا نصوص 1905 ، ولكن من أراد شيئا يفعله بحرية تامة لأنه لا إكراه في الدين”. وأضاف أن تصريحه هذا جعل الوزير الفرنسي يفتح فاهه من التعجب والاستغراب .

وقد أثار هذا التصريح استغراب المحللين المغاربة كذلك وردوا بقوة عبر مقالات تم نشرها بالكثير من الجرائد ، ومن بين هذه الخرجات نجد على سبيل المثال لا الحصر، رد الدكتور  طارق الحمودي الذي كتب:

“لن أقول إن الوزير تجاوز الحدود هذه المرة.. بل سأقول: إنه بتصريحه هذا يزيل الحدود نفسها.. هذه جرأة كبيرة من وزير الأوقاف.. يجب أن يحاسب عليها.. فقد سبق له أن تجاوز ولاية العهد لولا صرامتها”.

وتابع الحمودي، “عندي سؤال: جرت العادة بلقاء الوزراء المشتركين في الحقيبة الواحدة.. ما دخل وزير الداخلية الفرنسي في ملف وزارة الشؤون الإسلامية المغربية”؟

خلاصة القول، إن تصريح الوزير القيم على الشأن الديني بالمغربي، صدم المغاربة وأغلبهم أصبحوا يطالبون بالإطاحة به، حتى لا يخرج علينا مستقبلا بفضيحة أشد وطأة من هذه الفضيحة، التي أساءت للمغرب بلدا وملكا وشعبا .

 

التعليقات مغلقة.