أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

هموم في زمن الانطواء.

بقلم محمد حميمداني.

صور المعاناة تنطلق من الشارع المفتوح إلى الأسوار المغلقة ، و من الأسوار المغلقة إلى الشارع المفتوح ، تسلسل في الفضاء و صور متحركة لهموم تكتسي ثيابا ، اختلافات في الشكل و تعابير بؤس و فرح و قهقهات تملأ الفضاء الواسع ، و تتعرى في الغرف المغلقة ، تعكس تفاوتات في العمق لتعكس الخفي و الظاهر عبر الألوان و النظرات ، و تكشف عري ألف سؤال و سؤال معلق في رحلة التيه في المكان و الزمان .

 

أخد الزمان من لحيته البيضاء و شعره الحامل لتفاصيل المكان و اشتعال الزمان و الأسئلة ، عيناه تشعان تيها و أسئلة حول القدر و القدرة على اختراق قلاع الحياة و الاقتصاد ، للوصول إلى منطقة الكشف و التعرية لأسطورة سيزيفية أبدية راصدة تفاصيل الموت الآدمي المنزلي وراء كثبان قضبان السجن العريض الطويل .

 

يلج المقهى بأسمال بالية ، و نظرات تخترق المكان كما الفضاء ، يتأمل فنجان القهوة الملقاة خدمة لأحد الزبناء العابرين ، فيتيه وسط قهقهات النزلاء ، ازدراء أم لامبالاة ، يتجاهل التفاصيل و يبحث عن جرعة ماء .

 

يتوجه صوب جليس إحدى الكراسي طالبا رشفة ماء ، فتختلط لدى الجليس صور الإنسانية مع صور الوباء ، ليرسم جواب رفض وبائي خطير ، تتلعثم مشيته يناديه صوت آخر يناوله جرعة الطبيعة بشربها و ينسحب ، و يطلب الزبون تغيير الكأس ،

 

تتثاءب خطوات الموت المتحرك السائرة وسط ركام الصور و الأسئلة و المتاهات التي يسميها البعض قدرا ، و يسميها هو تيهانا في غرفة الانطواء الإنساني ، الذي قتل باسم الذات المقدسة ، و وحدة القهر المقدس ، في زمان حكم على كل بسمة تمشي بالقتل و اكتفى المتفرجون بالتصفيق للعري و انكشاف السيقان و تمدد النهود ، و الضحك على زلة زمن ، و مصير كتب بمداد السيف المسلول و أولياء الواقع المقدس بالموت و الصلاة على الإنسان و رقعات الضباب المغلف لقلوب قست ، بيتيه السؤال في الفضاء المفتوح على آلاف الأسئلة المفتوحة على حساب قتل الجمال و اتساع رقعة الجراح .

 

التعليقات مغلقة.