قلم حسن مسيدة
تحولت العلاقة بين الصحفي والحزب السياسي، من التغطية والتحقيق في الملفات، إلى حديث عن الحزب أو حديث باسمه والدفاع عنه وحث الناس على التصويت بكثافة له، هذا هو واقع بعض الجرائد الإلكترونية في مدينة الداخلة.
لماذا لا يكتب بدل إسم لصحيفة ما إلى صحيفة بإسم حزب؟ وتكون هناك مصداقية؟؟!!!!
يتحدث المجلس السويسري للصحافة(مؤسسة غير حكومية) أن الصحفي عليه أن ألا يقبل بممارسة مهام حزبية أو وظائف إقتصادية مشيرة إلى ما قد يحدث بسببها من تضارب في المصالح، حتى لو أظهر استقلالية تامة. أما فيما يخص قيامه بعمل سياسي بعيدا عن الإنتماء السياسي، مثلا مستشار في جماعة أو جهة فالأمر لا يشكل تحديا أخلاقيا شرط أن لا يفرق بشكل كامل بين مهمته السياسية والصحفية، وأن يوضح للعموم التزاماته السياسية الجديدة. ولعل النموذج الحي هنا في مدينة الداخلة اتباع بعض أشباه الصحفيين-الموظفين لولي نعمتهم ورب عملهم يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه طمعا في الفتات وتحقيقا لمآرب سياسية بعيدة كل البعد عن العمل الصحفي.
اختيار بعض الصحفيين الإنتماء إلى الأحزاب السياسية ليس أمرا جديدا، ففي الكثير من دول العالم، هناك الصحافة الحزبية، أي الصحف الناطقة بأسماء أحزاب معينة التي يكون فيها رئيس التحرير عضوا داخل الحزب، ويوجه الخط التحريري للجريدة نحو الدفاع عن الحزب والحديث باسمه وتقديم برامجه ورؤياه الخاصة بالميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية. إلى هنا الأمر جدا عادي…
غير أن انتماء الصحفي إلى حزب سياسي عادة مايثير الكثير والكثير من النقاشات حول أخلاقيات المهنة، فإن كانت جل القوانين في العالم التي تنظم مهنة الصحافة لا تمنع انتماء الصحفيين إلى الأحزاب، فإنه في المقابل، هناك الكثير من الصحفيين المحترفين الذين يعتقدون بضرورة حفاظ الصحفي على موضوعيته ومصداقيته ، وبالتالي البقاء بعيدا عن معترك الأحزاب السياسية.
من جهة أخرى ومن أجل المصداقية وخلاصة القول، يظهر موقع مجتمع الصحفيين المحترفين صارما في هذه النقطة، إذ يؤكد أنه على الصحفي عدم الإنتماء لأي حزب سياسي، بل يطلب من عدم العمل في الحملات السياسية، وعدم الانخراط مع اللوبيات السياسية،والابتعاد عن الجمعيات التي قد تؤثر على مصداقية عملهم، وذلك خوفا من تضارب المصالح، المبدأ الذي تنص عليه غالبية مواثيق أخلاقيات الصحافة في العالم….
ويبقى السؤال المطروح كما قالت صحفية وهي عضوة داخل حزب (” هل نكتب الحقيقة وفق ما تمليه علينا ضمائرنا أم نجملها حينا ونتغاضى عن جزء منها حينا انحيازا لموقف سياسي أو فكري أو تنظيمي….؟؟؟؟!!!
التعليقات مغلقة.