والي طنجة يشتعل معركة تحرير الأرصفة: نهاية زمن “الرخص الملتوية”

شرعت سلطات مدينة طنجة، بناءً على توجيهات مباشرة من والي الجهة، يونس التازي، في حملة ميدانية جديدة تهدف إلى تحرير الملك العمومي من استغلال أصحاب المقاهي والمحلات والمطاعم والفنادق. هؤلاء استولوا على مساحات واسعة من الأرصفة والفضاءات العامة، باستخدام رخص وصفها مصادر مطلعة بأنها حصلت بطريقة ملتوية خلال السنوات الماضية.

وأفادت مصادر ميدانية لـ”أصوات” أن لجانًا مختلطة بدأت في إرسال إشعارات بالهدم للمتجاوزين، مع تنفيذ عمليات إزالة للبناءات والتوسعات العشوائية في بعض الشوارع الرئيسية، معتبرة أن العملية تتواصل بشكل تدريجي وفق خطة محكمة تشمل جميع المناطق المتضررة.

وتأتي هذه الحملة في إطار استعدادات المدينة لاستقبال الأحداث الرياضية الكبرى، من بينها نهائيات كأس أمم أفريقيا نهاية العام، وكأس العالم 2030 الذي يُنظم بالشراكة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.

وقد خلفت عمليات الهدم، خاصة قرب الكورنيش، ردود فعل متباينة، وتساؤلات حول ما إذا كانت ستشمل جميع المخالفين بشكل شامل أم ستقتصر على بعض الحالات. لكن مصادر مؤكدة كشفت أن الوالي أصدر تعليماته بتطبيق القانون “دون تمييز أو محاباة”، داعيًا القيادات المحلية لتحمل مسؤولياتها في فرض النظام ووقف استغلال الملك العام بشكل غير قانوني.

وعدّت الحملة بمثابة اختبار لقدرة الإدارة على مواجهة لوبيات استغلال الفراغ القانوني، التي كانت تتغاضى وتتحايل على الإجراءات القانونية، وفق تعبيرهم.

وفي ذات السياق، أطلقت سلطات المدينة حملة أخرى لإزالة اللوحات الإشهارية غير المرخصة أو التي تسيء للمظهر الحضري، إذ تم إزالة مئات اللافتات من واجهات المباني، مع توجه لتشمل الحملة أيضًا الإعلانات المرخصة التي لا تتماشى معايير الجمالية.

وقد لاقت هذه الإجراءات إشادة واسعة من بعض سكان المدينة، الذين عبّروا عن رضائهم وطالبوا بمواصلة النهج الجدي لاسترجاع الفضاء العام، الذي عانى منه الكثيرون لسنوات طويلة