أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

وجدة: الوضع الاقتصادي بين فكي كماشة إغلاق الحدود وتداعيات جائحة كرونا.

محمد فلالي- عدسة بلخير السويرق.
لا يختلف إثنان على أن مدينة وجدة ومعها الجهة الشرقية عموما باتت تعاني من أزمة اقتصادية خانقة جراء تشديد إغلاق المعابر الحدودية بين المغرب والجزائر،منذ منتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة في خلال إقدام السلطات المغربية على وضع سياج حديدي بطول أزيد من100 كلم وقيام نظيرتها بالجزائر بأعمال حفر لتوسيع الخنادق الحدودية الفاصلة مع المغرب، إضافة إلى الركود التجاري الذي تشهده العديد من القطاعات الاقتصادية نتيجة تداعيات جائحة كرونا التي ألقت بضلالها على اقتصاد المنطقة حيث عمقت من الأوضاع الاجتماعية لساكنة المدينة المركز وكذا باقي مدن وأرياف الجهة الشرقية على حد سواء خاصة تلك التي كان لها ارتباط وثيق بتجارة السوق السوداء والتهريب من وإلى الجزائر.

مؤشر خطير يوحي باقتراب الكثير من أصحاب المحلات من دائرة الإفلاس خاصة تجار الألبسة الجاهزة والأثواب بالعديد من التجمعات التجارية كــ(سوق مليلية) و(سوق القدس)و(سوق الفلاح) و(أسواق سيدي عبد الوهاب)وغيرها إلى جانب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين معظمهم من الفئات الاجتماعية الهشة والضعيفة الذين تضرروا بشكل واضح من الآثار الناجمة عن قيود وتدابير الحجر الصحي فضلا عن انقطاع سبل العمل عبر التهريب في أعقاب تضييق الخناق على منافذ الحدود التي شهدته الجهة الشرقية..وضع زاد من حدة واتساع رقعة البطالة بين أوساط المواطنين خاصة الشباب وأرباب الأسر والعوائل،ورفع من نسبة جرائم النشل والسرقة واعتراض السبيل التي قد تفضي في جانب منها إلى القتل في ظل غياب دخل قارة للمواطن.

أقاليم الجهة الشرقية ..بدورها لم تسلم من الآثار الجانبية الناجمة عن غلق الحدود وتفشي وباء كرونا،حيث نالت هي الأخرى نصيبها من الأزمة خاصة إقليمي جرادة وفجيج اللذان تأثرت ساكنتهما أياما تأثر بفعل توالي سنوات الجفاف بحكم اعتماد أغلب المواطنين بهذه المناطق على الكسب وتربية المواشي المرتبط بعضها بعمليات التهريب،إلى جانب الإغلاق القسري لأغلب مناجم جرادة وفجيج وتحديدا منجم”المنغنيز” ببوعرفة و”الفحم الحجري” بمدينة جرادة المركز.كما أن شريحة واسعة من ساكنة إقليم الناظور أضحت تعاني بدورها من تبعات غلق بوابة مليلية المغتصبة التي فاقمت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية للموطنين علاوة على العوامل السالفة الذكر..

موقع(أصوات) اقترب من مواطنين بمركز مدينة وجدة “..عبروا عن استيائهم العميق حيال الأوضاع الاقتصادية بمدينتهم وتأثير ذلك سلبا على أوضاعهم الاجتماعية فأنحوا باللائمة في ذات الوقت على المسؤولين خاصة الحكومات المتعاقبة محملين إياها المسؤولية بشأن ما آلت إليه أوضاع مدينتهم وبوصف الحكومة الحالية بالتقاعس في رسم استراتيجية اقتصادية بالمدينة والجهة الشرقية تكون بديلة عن اقتصاد تجارة التهريب وبفك ارتباط المنطقة من التبعية للحدود من خلال خلق فرص الشغل لفائدة الشباب الذين أصبح معظمهم يفكر في معانقة أمواج البحر هروبا من جحيم الفقر والبطالة كالمستجير من الرمضاء بلهيب النار..”على حد تعبير هؤلاء..

ويذكر أن الحدود البرية بين المغرب والجزائر أغلقت في العام:1975 على خلفية إعلان الراحل الحسن الثاني عن انطلاق المسيرة الخضراء واسترجاع الأقاليم المغربية الجنوبية وقد جرى فتحها في سنة 1988 على عهدة الرئيس الجزائري الأسبق (الشاذلي بن جديد) حيث أثمرت بزيارة الراحل الحسن الثاني إلى الجزائر لحضور القمة العربية التي احتضنتها الجزائر في يونيو من نفس السنة فيما تم غلقها للمرة الثانية على التوالي في صيف 1994،كإجراء احترازي ودواعي أمنية إثر الهجمات الإرهابية التي استهدفت سياحا إسبان بمدينة مراكش المغربية نفذها شبان من أصول جزائرية..

التعليقات مغلقة.