دعا وزير الخارجية الأمريكي، “أنتوني بلينكن”، أمس الإثنين 30 يناير الجاري، “الإسرائيليين” والفلسطينيين إلى “وقف العنف والتصعيد”، وشدد على أن كل ما يبعدنا عن حل الدولتين يُضر بأمن “إسرائيل”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد “بلينكين” مع رئيس الوزراء “الإسرائيلي”،”بنيامين نتنياهو”، عقب اجتماعهما في مكتب الأخير “بالقدس الغربية”، بعد وقت قصير من وصول المسؤول الأمريكي إلى إسرائيل قادما من مصر، بحسب ما أوردته القناة “12 الإسرائيلية”.
وتعليقاً على تدهور الأوضاع الأمنية في “الضفة الغربية” و”القدس”، قال بلينكن: “على جميع الأطراف أن تعمل على إعادة الهدوء ووقف العنف والتصعيد الذي أدى إلى إزهاق أرواح الفلسطينيين والاسرائليين”.
وأضاف: “هدفنا هو تحقيق المساواة بين المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين، كل ما يبعدنا عن حل الدولتين يُضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل”.
وللإشارة فمنذ فترة تشهد الأراضي الفلسطينية توتراً متصاعداً ازدادت حدته إثر مقتل سبعة إسرائيليين برصاص شاب فلسطيني بمدينة “القدس الشرقية المحتلة”، يوم الجمعة الماضي، غداة استشهاد تسعة فلسطينيين برصاص الجيش “الإسرائيلي” في مخيم “جنين” شمالي “الضفة الغربية” يومه الخميس الفارط.
وأدان “بلينكن”، الذي يزور “رام الله “لاحقاً، هجوم يوم الجمعة الذي وقع خارج كنيس يهودي قائلاً إن “الهجوم القاتل كان أكثر من مجرد هجوم على الأفراد، لقد كان هجوما على الفعل العالمي المتمثل في ممارسة الشعائر الدينية”.
وتابع: “ندين ذلك بشدة وندين كل من يحتفلون بالأعمال الإرهابية بشكل أو بآخر والتي تودي بحياة الأبرياء”.
إصلاح القضاء:
وتطرق “بلينكن”، إلى خطة الإصلاح القضائي التي يعتزم “نتنياهو”، تمريرها وتصفها المعارضة بـ “الانقلاب القضائي” والتي تشمل سيطرة الحكومة على تعيين القضاة والحد من سلطات المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية)، فيما يقول “نتنياهو”، إنها تهدف إلى إعادة التوازن بين السلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية).
وقال،”بلينكن”، إن “ما يجعل شراكتنا قوية للغاية هو المصالح المشتركة والقيم المشتركة وخاصة دعم المؤسسات والقيم الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان والأقليات وسيادة القانون وحرية الصحافة وتعزيز المجتمع المدني”.
واعتبر أن “بناء توافق في الآراء بشأن مقترحات جديدة هو الطريقة الأكثر فعالية لضمان اعتمادها ودوامها”.
وأضاف: “ستتواصل محادثاتنا، بما في ذلك مع أعضاء آخرين في الحكومة “الإسرائيلية” والمجتمع المدني “الإسرائيلي” كجزء من عملية تهدف إلى حماية وتعزيز ركائز الديمقراطية التي نلتزم بها”.
وبحسب نفس المصدر، فإن هذا هو البيان العلني الأهم حتى الآن من جانب إدارة الرئيس الأمريكي،”جو بايدن” بشأن “خطة الحكومة لإضعاف نظام القضاء”.
اتفاقيات إبراهيم:
قال “نتنياهو”، إن “إسرائيل” والولايات المتحدة تشتركان في “واحد من أعظم التحالفات في التاريخ الحديث؛ ديمقراطيتان قويتان وستظلان ديمقراطيتين قويتين”.
وأضاف أن حكومته تعتزم توسيع “اتفاقيات إبراهيم” لتطبيع العلاقات مع دول عربية أخرى قائلا: “نعتزم تحقيق اختراقات دراماتيكية”.
وبدعم من واشنطن، وقّعت “إسرائيل” عام 2020 اتفاقيات سلام مع “الإمارات” و”البحرين” و”المغرب” و”السودان”.
نووي إيران:
مساء الأحد الماضي، استهدفت طائرات بدون طيار منشأة عسكرية في محافظة “أصفهان” الإيرانية ونسبته وسائل إعلام أجنبية إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد).
ووعد “نتنياهو”، بأن “إسرائيل ستفعل كل شيء لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية”.
وتتهم عواصم إقليمية وغربية، وفي مقدمتها “تل أبيب” و”واشنطن”، “طهران” بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار وإن برنامجها النووي مصمم لأغراض سلمية، خاصة توليد الكهرباء.
وتابع “نتنياهو”: “هناك إجماع على أن هذا النظام (الإيراني) لن يحصل على أسلحة نووية، أجرينا محادثات إيجابية بشأن صياغة سياسة في هذا الشأن”.
وتمتلك “تل أبيب” أسلحة نووية غير خاضعة للرقابة الدولية حيث لم تقر بامتلاكها، وتعتبر كل من “إسرائيل” وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.
ولفت،”نتنياهو”، إلى أن الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ شتنبر الماضي إثر “مقتل” الشابة الإيرانية “مهسا أميني” (22 عاما) بعد توقيفها من جانب “شرطة الأخلاق”، وكذلك المزاعم بشأن تصدير إيران طائرات مسيّرة لروسيا لاستخدامها في حربها المستمرة ضد أوكرانيا.
وقال “نتنياهو” مخاطبا “بلينكن”: “تأتي زيارتك في وقت مهم يرى فيه كثيرون في المجتمع الدولي الوجه الحقيقي لإيران وهمجية هذا النظام ضد شعبه وكيف يصدر العدوان إلى ما وراء الشرق الأوسط”.
كما تطرق “بلينكن” إلى القضية الإيرانية مكررا وعد “بايدن” بالحفاظ على “أمن إسرائيل”.
وتابع: “نتفق (مع إسرائيل) على أن إيران يجب ألا تمتلك أبدا أسلحة نووية، وناقشنا تعميق التعاون للتعامل مع جهود إيران للإضرار باستقرار المنطقة وخارجها”.
وفي مضمار اتهام إيران بمساعدة روسيا، قال “بلينكن”، إن “هذا يؤكد الحاجة إلى مساعدة أوكرانيا أيضا في الجانب الأمني وليس الإنساني فقط”.
وبحسب” بلينكن”، فإن قضية مساعدة أوكرانيا تمت مناقشتها مع”نتنياهو”.
وببإشارة فإن “إسرائيل” تتجنب حتى حدود الساعة مساعدة أوكرانيا عسكرياً “خوفا من رد فعل قاس من موسكو”، حسب قوله.
التعليقات مغلقة.