ذكرت وكالة أ ف ب للأنباء أنه من المرتقب أن يقوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بزيارة إلى المغربز «في الأيام المقبلة»، ونقلت الوكالة عن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان قوله إن «هناك رغبة واضحة للغاية من جانب الوزارة في الاستثمار في العلاقات الفرنسية المغربية»، مضيفا أن «الفكرة تتمثل في كتابة فصل جديد، وتبني أجندة سياسية جديدة»، مشيرا إلى أنه يجب «إعادة العلاقات إلى حركة ديناميكية إيجابية».
وفيما لم يحدد المسؤول الفرنسي موعد الزيارة، ذكر موقع «أفريكا أنتلجنس» أن سيجورنيه يرتقب أن يطير إلى الرباط يوم الأحد 25 فبراير الجاري، في أول زيارة رسمية له إلى المغرب، منذ تعيينه في يناير الماضي، حيث يتوقع أن يعقد اجتماعا مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، مضيفا أن هذه الزيارة ستمهد لزيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب الصيف القادم. وشهدت العلاقات المغربية الفرنسية مؤخرا تطورات تؤشر على ذوبان الجليد الذي طبعها خلال السنوات الأخيرة.
وكان وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه، قد صرح في مقابلة صحافية نشرت السبت 10 فبراير الجاري، أنه سيعمل «شخصيا» على تحقيق التقارب بين فرنسا والمغرب.
وصرح ستيفان سيجورنيه لصحيفة «وست فرانس» اليومية «لقد أجرينا عدة اتصالات (مع المغاربة) منذ تعييني» في 12 يناير. وشدد على أن «رئيس الجمهورية طلب مني الاستثمار شخصيا في العلاقة الفرنسية المغربية وأيضا كتابة فصل جديد في علاقتنا. وسألتزم بذلك». كما أكد أن فرنسا «كانت دائما على الموعد، حتى في ما يتعلق بالقضايا الأكثر حساسية مثل الصحراء الغربية، حيث أصبح دعم فرنسا الواضح والمستمر لخطة الحكم الذاتي المغربي حقيقة واقعة منذ عام 2007».
وتابع سيجورنيه «نضيف أن الوقت حان للمضي قدما»، مؤكدا «سأبذل قصارى جهدي في الأسابيع والأشهر المقبلة للتقريب بين فرنسا والمغرب» وذلك «مع احترام المغاربة».
بدوره، أكد سفير فرنسا بالمغرب كريستوف لوكورتييه، يوم الجمعة 16 فبراير، بالدار البيضاء، أنه سيكون من «الوهم وعدم الاحترام» الاعتقاد بإمكانية بناء مستقبل مشترك مع المغرب دون توضيح موقف فرنسا بشأن قضية الصحراء المغربية. وجاء هذا التصريح، خلال لقاء/مناقشة حول العلاقات الفرنسية المغربية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين الشق بالدار البيضاء، نظمته مؤسسة ( لينكس / Links) التي يرأسها الوزير الأسبق وسفير المغرب الأسبق بفرنسا محمد برادة .
وأضاف لوكورتييه، في معرض رده على سؤال حول موقف فرنسا من قضية الصحراء، أنه «سيكون من الوهم تماما وعدم الاحترام، الاعتقاد بأننا سنبني ما آمل أن نكون قادرين على بنائه، لبنة تلو الأخرى، من أجل طمأنينة بلدينا وبعض الجيران الآخرين، دون توضيح هذا الموضوع، من العلم أن الجميع في باريس يعرف ويدرك الطابع الأساسي للمملكة، أمس واليوم وغدا».
وقال السفير ضمن إجابته أيضا: «كيف يمكننا أن ندعي أن لدينا هذه الطموحات دون الأخذ بعين الاعتبار الانشغالات الرئيسية للمملكة بشأن هذه القضية».
وتابع أن فرنسا واعية بأهمية هذا الموضوع بالنسبة للمغرب، كما تدرك التطور الذي يشهده العالم، مضيفا أنه في الحوار الذي نجريه مع المغرب، سيتم إثارة هذه القضية، كما هو الحال منذ سنة 2007، وذلك ضمن منطق الاستمرار في الشراكة القائمة منذ سنين وخلال العقود القادمة».
ويوم الاثنين الماضي، 19 فبراير، وبتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، تم استقبال صاحبات السمو الملكي الأميرات للا مريم، وللا أسماء، وللا حسناء لمأدبة غداء بقصر الإليزي، بدعوة من بريجيت ماكرون. وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه المأدبة تندرج في إطار استمرارية علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية.
من جهتها، أعلنت الرئاسة الفرنسية في منشور على إنستغرام أرفقته بصورة «استمرارا لعلاقات الصداقة التاريخية بين فرنسا والمملكة المغربية، استقبلت السيدة بريجيت ماكرون صاحبات السمو الملكي الأميرات للا مريم وللا أسماء وللا حسناء». وأضافت الرئاسة «في هذه المناسبة، حضر الرئيس إيمانويل ماكرون للترحيب بهن»، مشيرة إلى أن رئيس الدولة «تحدث مؤخرا هاتفيا مع صاحب الجلالة محمد السادس».
الوكالة الفرنسية للأنباء، أ.ف.ب، ذكرت من جهتها أن هذا الاستقبال، مؤشر جديد إلى عودة الدفء تدريجيا للعلاقات الثنائية بعد فترة طويلة من الفتور، مضيفة أن فرنسا تحرص على تجديد أواصر الثقة مع المغرب، وتصف العلاقات الثنائية بأنها «ضرورية».
الكاتب : عزيز الساطوري
التعليقات مغلقة.