وزير الفلاحة يعطى انطلاقة مشروع فلاحي كبير يتحدى صعوبة المناخ بجهة العيون الساقية الحمراء + فيديو
أصوات: مكتب الرباط
احتفاء بالذكرى 48 للمسيرة الخضراء المظفرة، أعطيت، يوم الجمعة 3 نونبر الجاري، بالجماعة الترابية كلتة زمور التابعة لعمالة إقليم بوجدور، انطلاقة مشروع التهيئة المائية الفلاحية المقام على مساحة 250 هكتارا والذي يأتي في إطار النموذج التنموي المتعلق بالأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية مما سيمكن من تحقيق الأمن الغذائي والمساهمة في خلق العديد من فرص الشغل.
إعطاء الانطلاقة الفعلية لهذا المشروع الفلاحي الهام أشرف على فعالياتها وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، الذي كان مرفوقا بوالي جهة العيون الساقية الحمراء وعامل عمالة إقليم بوجدور ورئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء والمنتخبون إضافة إلى عدة شخصيات مدنية وعسكرية وممثلوا المصالح الخارجية وأعيان وشيوح القبائل الصحراوية ورئيس وأعضاء مجلس تعاونية حليب الساقية الحمراء.
وزير الفلاحة يدشن مشروع التهيئة الهدرومائية “وديات تيوس”
وفي هذا السياق فقد قام السيد الوزير والوفد المرافق له بتدشين مشروع التهيئة الهيدروفلاحية “وديات تيوس” الممتد على مساحة 250 هكتار، وهو مشروع يقام في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
ويهدف هذا المشروع التنموي الجديد إلى إرساء دينامية سوسيو-اقتصادية جديدة للتنمية، حاملة للنمو، ومـدرة لفرص الشغل، بالمشاركة الفاعلة لمواطني الأقاليم الجنوبية بهدف تحقيق تنميـة مسؤولة ومستدامة، أساسها التوازن بين خلق الثروات وتوفير فرص الشغل، والإعداد المستدام للتراب، وحماية البيئة.
كما يهدف إلى خلق الشروط المناسبة لتحرير المبادرة الخاصة والاستعاضة عن منطق المساعدة من خلال تفعيل سياسة لشبكات الدعم الاجتماعي المستهدف للساكنة الأكثر هشاشة من خلال تقويـة قـدرات الأفـراد لإخراجهـم مـن دائرة الفقـر.
ولإنجاز هاته المشاريع الطموحة فقد ام تخصيص غلاف مالي قدره 121.36 مليون درهم، كما أن هذا المشروع، المزود بالألواح الشمسية، يهم سقي 250 هكتار من الذرة الكلئية كما أنه يهدف إلى تثمين مياه السقي، وزيادة إنتاج الحليب بحوالي 11 مليون لتر إضافي وإنتاج 15000 طن إضافية من الأعلاف، إضافة إلى خلق قيمة فلاحية مضافة تقدر ب 22 مليون درهم، وهو ما سيمكن من تحسين دخل الفلاحين وخلق 18000 يوم عمل.
كما يروم هذا المشروع الذي أعطى انطلاقته وزير الفلاحة إلى توفير الكلأ، حيث رصد له غلاف مالي قدره 121 مليون درهم بهدف سقي 470 هكتار، ستشمل مرحلتها الأولى سقي 250 هكتار ستستغل لتوفير الكلأ، ولتنفيذ هاته العملية سيتم حفر وتجهيز 6 آبار كما ستتم إقامة 3 صهاريج لتخزين المياه.
وهو مشروع ضخم اعتبارا لكونه يهدف لإقامة حوض فلاحي في منظقة صحراوية، ضمن استراتيجية الجيل الاخضر الطموحة، والذي سيستفيد منه الفلاحون المنظمون ضمن تعاونية حليب الساقية الحمراء، في إطار برنامج الفلاحة التضامنية.
الأبعاد الكبرى لترسيخ ثقافة الفلاحة التضامنية
تجدر الإشارة إلى أن الفلاحة التضامنية تحضى بأهمية خاصة في مخطط المغرب الأخضر من خلال بلورة وتنفيذ مشاريع للدعامة الثانية مجدية تقنيا وناجعة اقتصاديا ودامجة اجتماعيا، مع توفير المواكبة والدعم عن قرب للفلاحين المستفيدين بالمناطق الهشة (الجبال والواحات والسهول والهضاب في المناطق شبه القاحلة) والتي توجد بها نسب الفقر مرتفعة وتضم فلاحين صغار.
وهي المشاريع التي تنجز في إطار مقاربة تشاركية و تعاقدية مع التنظيمات المهنية الممثلة للفلاحين والتي تتوفر على المؤهلات الضرورية لتكون حاملة لهاته المشاريع طبقا لمنهجية واضحة المعالم تضمن إنجاز مشاريع فلاحية ناجعة اقتصاديا و مندمجة في أفق توفير دخل قار ومستدام لصالح الفلاحين الصغار وذلك وفقا لدليل الإجراءات و دليل تحديد الأولويات.
الصديقي: المشروع سيمكن من تثمين المياه وسيخلق فرص شغل
سيعمل الحوض على سقي 1000 هكتار، سيفعل منها 250 هكتار في إطار الشطر الأول المخصص تحديدا لإنتاج أعلاف الماشية بهدف ضمان استقلالية انتاج الحليب بالمنطقة وهو ما سيمكن من تحقيق السيادة الغذائية.
مشروع قال عنه وزير الفلاحة إنه ناجح لأنه سيمكن من تثمين المياه كما أنه سيخلق فرص شغل عديدة وبالتالي امتصاص البطالة من خلال تشغيل اليد العاملة، كما أنه يأتي في إطار التوجيهات الملكية التي أكد عليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده والني حدد جلالته توجيهاتها الأساسية عبر الخطاب الذي وجهـه جلالة الملك إلى الأمة، يـوم 6 نونبر 2013، بمناسبة الذكرى 38 للمسيرة الخضراء، والذي أكد من خلاله حرص جلالته على استكمال بلورة وتفعيل هذا النموذج. حيث قال جلالته: «وحرصا منـا علـى ضـمـان شـروط النجاح لهذا النموذج الطمـوح، القائم على الإبداع وروح التشارك، فإنه سيتم تزويده بآليات ناجعة للحكامة المسؤولة، فضلاً عن كونه يندرج في إطار الجهوية المتقدمة، التـي تخـول اختصاصات واسعة للمجالس المنتخبة.
رئيس تعاونية حبيب الساقية الحمراء: المشروع سيوفر 70 % من كلأ الذرة
ارتباطا بهذا الحدث الوطني الهام قال رئيس تعاونية حبيب الساقية الحمراء، السيد اسماعيل دحون، إن المشروع سيمكن من توفير 70 في المئة من كلأ الذرة المخصص لعلف الأبقار، والتي ستشمل في مرحلتها الأولى زراعة 250 هكتار.
وأضاف السيد دحون أنه وفي نفس المنحى سيتم تدشين وحدة لإنتاج “اليوكورت” والتي ستكلف مبلغا إجماليا قدره 46 مليون درهم، معبرا عن سعادته مع فلاحي المنطقة بهدا المشروع الذي سيمكن من تعزيز المنتوج.
رئيس جماعة كلثة زمور: هذا المشروع سيعطي قيمة مضافة لإقليم بوجدور
أما رئيس جماعة كلثة زمور، السيد سيدي احمد البيهي، فقد قال إن هذا المشروع الذي يرى النور في إطار احتفالات الشعب المغربي بذكرى المسيرة الخضراء، والذي أشرف على إعطاء انطلاقته وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى جانب والي جهة العيون الساقية الحمراء وآخرين سيعطي قيمة مضافة لإقليم بوجدور من خلال توفير الكلأ للأيقار، وهو ما سينعكس إيجابا على المنطقة من الناحية الكمية والنوعية مما سيعود بالنفع على إنتاج الحليب محليا، إقليميا، جهويا ووطنيا، كما أنه يشكل تحديا كبيرا لأنه يقام في مناطق صحراوية ومن هنا تكمن أهميته الكيرى.
نائب مدير تعاونية حليب الساقية الحمراء: المشروع يعتبر قفزة نوعية منجزة في إطار الجيل الأخضر
أما محمد مداد، نائب مدير تعاونية حليب الساقية الحمراء، فقال من جهته إن هذا المشروع يعتبر قفزة نوعية منجزة في إطار الجيل الأخضر، كما أنه يعكس صورة حقيقية للمنجز في الأقاليم الجنوبية بما يحققه كمشروع تنموي من مساهمة فعالة في التنمية الفلاحية، إضافة إلى كونه سيمنح قيمة إضافية للمنطقة وللفلاحين على حد سواء.
تعاونية حليب الساقية الحمراء واقع محلي ذا طموح جهوي ووطني
تجدر الإشارة إلى أن تعاونية حليب الساقية الحمراء تعمل بإرادة قوية من قبل منخرطيها وتحث قيادة مجلس إداري واع بالمهام الموكلة إليه يحدوه طموح تنموي يعود بالنفع على المنطقة والفلاحين ويساهم في تحقيق الأمن الغذائي فيما يخص مادة الحليب ومشتقاتها، وتهدف تعاونية حليب الساقية الحمراء إلى توسيع مجال نشاطها وبالتالي انتاجها من هاته المادة وهو ما مكنها من تحقيق رقم معاملات ملحوظ يتميز بتزايد مستمر.
وضع يعكس المجهودات الملموسة التي تبذلها التعاونية في تثمين منتجاتها في مجالات الحليب ومشتقاته من خلال سياسة تدبيرية تقوم على نجويد الإنتاج من جهة، والرفع من مستوى دخل الفلاحين بالمنطقة من جهة ثانية اقتصاديا واجتماعيا، كما وكيفا، مع خلق مناصب شغل وضمان دخل قار للفلاحين، إضافة إلى مهام اجتماعية وتنويرية أخرى.
التعليقات مغلقة.